أمس تسارعت تحرّكات الشارع التونسيّ في الصباح و عند الظهيرة و في المساء بعد غروب الشمس تسارعت قرارات الرئيس التي تفاوتت النظرة إليها لتفاوت الاصطفافات
 و الانتماءات ....سأحاول قراءة ما حدث بعيدا عن الانتماء
 و الأهواء و الأعداء و الأدواء..سأحاول أن أفكّر في السياسة لا أن أفكّر سياسيّا و شتّان ما بين الأمرين.

تتصاعد التأويلات و التبريرات و القراءات لفهم ما حدث لكنّها لا تخلُ من نيّات و أغراض و ذلك شأن كلّ جهد بشريّ...ربّما ما زال الوقت مبكّرا للتحليل و التأويل لكنّ ذلك لا يعفينا من الجلوس على الرّبوة و إنّما أعرض جهدي المتواضع.

تختلف الرّؤى إزاء ما حدث و يحدث الآن:هل هو انقلاب أم انقلاب دستوريّ أم حركة تصحيحيّة؟؟

أبدأ بفرضيّة الانقلاب الصريح فهي داحضة فكيف ينقلب رئيس حصل على أغلبيّة الأصوات؟ ينقلب ضدّ من ؟ و لصالح من ؟ هو جاء لخدمة الشّعب بإرادة الشّعب فهل يعقل أن ينقلب على من اختاره بل و خرج لنصرته؟؟
ننظر الآن فيما يسمّى بالانقلاب الدستوريّ..هذا المصطلح لا أثر له في الفكر السياسيّ التونسيّ..و راج خاصّة في الملكيّات الدستوريّة (تايلندا نموذجا)
تبقّت فكرة الحركة التصحيحيّة...هي كذلك شرط تخليص ما علق بهذا المصطلح من شوائب في المشرق في الستينات و السبعينات من القرن الماضي.

تونس الخضراء وصلت إلى مأزق سياسيّ و اقتصاديّ
 و صحيّ فكان لزاما على الرئيس و القائد الأعلى أن يتصرّف لحفظ الوطن مدعوما من قطاعات واسعة من الشباب...أيضا لم تحدث تقريبا اعتقالات و لا أتصوّر وجود رغبة و لا حتّى قدرة على العودة إلى سنوات الاستبداد.

لهذا الرئيس مساندون و معارضون لكنّ مسانديه أكثر نشاطا 
و أكثر شبابا و هذا ما سيصنع الفارق.

أعتقد أنّ ما حدث كان ضروريّا لإنقاذ البلاد و العباد و حتّى حلّ البرلمان و طلاق الطبقة السياسيّة حلال و لكنّه أبغض الحلال.
أمّا فيما يخصّ القراءات الدستورية لما حدث فسنجد فقهاء من الطرفين ينحازون لهذا أو ذاك مغلّبين الانتماء و الأهواء.
أعتقد أنّ ما قام به الرئيس هو استباق لما يمكن أن يحدث 
و أنّه غلّب فكرة أنّ الدستور في خدمة الشعب لا الشعب في خدمة الدستور...حفظ الله تونس.








Share To: