سأخبرك بسر يا عزيزي نحن جميعاً وغالباً بلا استثناء نحكم علي الأمور بمجرد النظر، نحلل الكلام علي أهوائنا، نؤلف نوايا الآخرين كما نشاء أو بالأحرى ما نظنه نوايهم وقلما نصيب، تبتلي الكلمات وترتمي علي ذاك وعلي ذاك، على هذه وعلى هذه، يقال عن المتدين ملحد وسفاح وعن المنحرف عن الهدي كافر، والبعض يطلق عليه شيخ و ولي وآخر يطلق عليه عاصٍ وفاجر، المرأة يطلق عليها أنها خادمة والرجل يطلق عليه أن متسلط علي زوجته، الرجل يطالب بحقه ان يتزوج ثانية وثالثة وهو لا يؤدي حق الأولى ولا يكفي أولادها حتى، الزوجة تخبر عن زوجها بأنه مشغول بالسفر ولا يهتم بي، تقريباً نسيت أنه يسافر لجلب الرزق لها ولأولادها، الرجل يخبر عن زوجته أنها مشغولة طوال النهار بتنظيف المنزل واداء واجباتها تجاه أولادها، أعتقد أنه لم يتذكر بأن هذا المنزل اللذي تنظفه هو منزله والأولاد اللذين تهتم بهم هم أولاده والعشاء اللذي تقف ساعات كي تحضره وتخرجه بألذ الأطعم هو لأجله، الإبن يتذمر من أبيه ويتضجر كثيراً، يظن نفسه رجلاً لربما نسي أن هذا اللذي يرفع صوته عليه هو من صنع منه رجلاً والأحق علي المرء أن يصون من صنعه فكيف من تناسل منه ومن ثم صنعه ، والفتاة تتذمر من أمها وترفع صوتها، تطالبني بكذا وكذا، أظنها نسيت أنها هذه أمها وأن الجنة لن تدخل بدون رضاها، ونسيت أنها ينبغي أن لا تقول لأمها أف فكيف بأن ترفع صوتها عليها، ويحها إن لم تكف، بعقوبة شديدة من الله ستكف رغماً عنها، الفقير يحقد علي الغني ويتمنى زوال نعمته ، والغنى يكره الفقير ولا يتمني له الغني، المتزوج يكره الزواج والأعزب يرغب بشدة في الزواج، المتعلم يشكو مرارة وصعوبة التعلم، وغير المتعلم يشكو جهله،............ إلي آخره القضية لن تغلق لكن أخبروني يا سادة لماذا نحكم علي الامور من طاهرها وندع الظنون تغلغل الأحقاد بيننا وتزرع بذور الكره في قلوبنا، لماذا لا أحد يعجب حاله ابداً والعجيب أنه معجب بحال غيره ويتمناه وبشدة والأعجب أن ذاك اللذي تتمني حاله هو بذاته يتمني حالك ، نحن بشر عجيب، الكل مغمور في أهات نفسه، متغافل عن ذلاته وأخطائه، متلذذ بإيقاع الفتن بين الناس، مترقب لأخطاء ذاك وذاك،
وناسٍ أنه ربما هو أكثر الخلق أخطاءً، فقط أريد أن أوجه رسالتي للجميع وأولهم أنا، علينا جميعاً أن نستفيق ونصلح من ذاتنا، وأن نحذر الظنون السيئة  فإنها كفيلة بهدم بلد بأكمله وإيقاع الفتنة بين أهله، وبالتأكيد أن ننشغل بإصلاح ذاتنا فأظن أن الخراب في ذات كل واحد فينا يكفيه وأظن أنه آن الأوان لبدء الإصلاح وإعادة البناء من جديد

وأكبر دليل على خطأ تحليلك أنك ربما ستظن هذه الصورة بها قطع زجاج صغيرة والحقيقة.........
أنها قطع دماء متجلطة، إنها تبدو كالزجاج تماماً لكنها ليست زجاجاً بل دماء متجلطة 








Share To: