" بــتــصـرف " 

أرى كثيرًا في هذا الزمان ما لا يعجب نظري وبالتحديد ما يعرف بالمباهاة والتفاخر بما يمتلكه البعض من نعم الله 
وكثيرًا ما أرى على مواقع التواصل الإجتماعي هذه النقطة 
شخص يتباهي بالمال الوافر ، أو بنشر صورة للتباهي بأي نعمة وكثيرًا من العقول ما تدرك إخفاء النعمة من الحسد وتعلم أن العين حق . 
وهنا اقول من كنن نعمه إنحسر حسده رغم أن الأنسان 
لا يحسد فقط على ماله أو غناه وقال عاشور:"الحسد موجود ولكن هناك فرق بين الوجود والانتشار وفارق بين الوجود الحقيقى والتوهم والفوبيا من الحسد، فكل ذى نعمة محسود

قد يحسد الفقير الغنى على راحته هذه النعمة التي قد لا تحصل بالمال الوافر أو بغيره . 

ويقول أهل الذكر في هذا الإطار 

روى أبو داود الطيالسي في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين ” .

إن الأصل أن يتحدث المسلم بما أنعم الله تعالى به عليه على سبيل الشكر والامتثال لا على سبيل الفخر والخيلاء, كما أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {الضُّحى:11} والأمر وإن كان خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم فإنه عام لجميع أمته كما هو مقرر في الأصول.

قال الشنقيطي في المراقي:

وما به قد خوطب النبي * تعميمه في المذهب السني

فالأصل التحدث بالنعم وشكرها, وأما سترها ونكرانها فهو كفر بها؛ كما روى الإمام أحمد والطبراني وغيرهما مرفوعا: التحدث بنعمة الله شكر, وتركها كفر.. الحديث.

إلا إذا كان المسلم يخشى من العين أو الحسد فله أن يخفي النعمة ما دام يخاف على ما أنعم الله به عليه.

فالعين حق ولها تأثير، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين حق.... الحديث. وقال تعالى: وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ {الفلق:5}  

والأصل في إخفاء النعمة خوفا من الحسد والعين قول الله تعالى حكاية عن نبي الله يعقوب عليه السلام: قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ {يوسف:5} وعلى هذا، فلا مانع شرعا من إخفاء النعمة إذا كان صاحبها يخشى من الحسد وغيره.

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها.

وضرب الشعراوي رحمه الله مثالا خلال إحدي حلقاته بيرنامج لقاء الإيمان عن الحسد قائلا إن الليزر شعاع بيعمل عمليات جراحية دقيقة بلا دم.

وسأل كيف ترى العين؟ قال المذيع بشعاع. 

فسأل من أين الشعاع؟ من العين أم من سقط عليه الشعاع؟

فأضاف الشعراوي نحن لا نرى من هم في الظلام و نحن في النور و نرى إذا كنا في الظلام و من نراه في النور.

فلماذا لا يوجد بالعين شعاع كاليزر يخترق المحسود؟

وأكد الشعراوي أن كل انسان يحسد و لكن هناك من يحرس نفسه بالإيمان قائلا: لذلك في القرآن "و من شر حاسد اذا حسد" و شدد على اذا حسد.

و عن كيفة الوقاية من الحسد قال الشعراوي "قرأءة سورة الفلق هي وقاية لكل مؤمن من الحسد .

وإن أي نعمة أنعم الله عليك بها لا تقول أنني أتيت هذه النعمة بمجهودي و ذكائي ،بل قل ما شاء الله لا قوة الا بالله.

يقول فيكتور هوغو الموت يفتح باب الشهرة ويغلق باب الحسد . 

هناك قصة إنتشرت في الحقبة الأخيرة ، حيث رزق رجل 
يدعى وليد أحمد بتوأم بعد ١٠ سنين من الصبر ولكن شاء 
القدر يتوفى الطفلان بعد ٤٠ يوم . حيث ذهب وليد الي 
بيته وهو في طريقة للبيت قال له أحد جيرانه .. 
( إنت بتخلف بالاتنين ) وهذا ما رواه وليد إثر ما حدث له .

_____________________
تحياتي للعقول الراقية 
حسين صالح حسين






Share To: