كانت تقف أمام المرآة بكامل زينتِها بشعرها المجّعد وعينيها العسليتان وخصرها النحيل تتباهى بجمالِها ثم ترقص طربًا لذلك ؛ حال لسانِها يقول بلكنةٍ من الغرور كيف لرجلٍ يجروء أن يمتلك هذا الجسد ، ويعبث بأنوثتهُ ويتذوق جمالهُ كقطعة حلوى ، ويضاجع شبابهُ المبكر ؟، أنا ليس كأي فتاةٍ تفكر بالإرتباط بأي رجلٍ يمتص رحيق جمالي ، ويداعب خصلات شعري المتدنية على جبيني ، أنا زينةَ هذا الكوكب ونجمهُ المضي ، أنا وردةٌ نابضةٌ في بستان ، أنا سيدةُ بناتِ حوّاء ومصدرُ جمالهنّ ، أنا نسمة الصباح  ، أنا العذراءُ التي لم تفقد عُذريتها وتطلبني كي أرتبط بك يارجل ، كيف لي أن أسمح لذكوريته بذلك وإن دفع المزيد من العملات الصعبة ؟،   نظرتها للزّواج يعدُ مهانةً بشخصيتِها ، واحتقارًا لكرامتِها ، وانتقاصًا بحق هذا الجمال المهدور ،الغرور من دفعها لذلك ، وقوفها المتكرر أمام المرآة لخبط تفكيرها وبث الثقة في إتخاذ قرارِها ؛ جعلها ترى نفسها إمرأة كاملة ، لا تضن أن زواجها برجل ستنال سعادتها وسيصون شرفها وكرامتِها ، وحفظًا لماء وجهِها ، جمالكِ وأونوثتكِ يافتاة لن يشفع لك في عناء الحياة وشقائُها ، أنتِ من ستصارعين مرارةَ كبريائكِ ، ستدفعين ثمن اليوم التي وقفت بها أمام سيدتكِ المرآة   ؛ حياة المرأة تحتاج لها رجل يهذب سلوكها ويُهذّب قوامها ، المرأة بدون رجلًا كالزرع بدون مطرًا ، وبدون قائد للمرأة لا تستقم الحياة في مسيرتها ، والقوام دائمًا للرجل عند امتلاكه للمرأة ، وقد ذكره الله في كتابه العزيز ( الرجال قوامون على النساء ) .  لا تعلم أنها تتجه بقدميها لخط العنوسة وإن كانت أمام مرآتِها ، وشبابِها يُذبلُ ويقترب على مرآتها سنتمترات وهي بمعزلٍا عن ذلك ، خدودها الحمراوان سينهشه التجاعيد مبكرًا ، وعيونها العسليتان سيمتزجان بالبياض والسواد ، وشعرها المجعد سيغزيه الشيب الأبيض ، وحده الندم من دغدغ مشاعرها وأيقض غفلتها المتأخرة لاسيما الأيام التي تعيشها الآن ، تنبهت لذلك وعضت أُصابعها في دهشة ! وتساقطت عبراتها كالشلال وعادت نادمةً بلهفة كي تكسرَ مرآتها  ...






Share To: