شبابٌ وشابات تخرجوا وحملوا شهاداتهم وحملوا الحُلم بين أعينهم لسنواتٍ سبقت وتقديراتهم العالية منحتهم فرص التخرج...
ولكن، 
*إصطدموا* بجدار 
وكانت العوائق كثيرة
اهمها *أن ظروفهم المعيشية للقبول ألزمتهم* بوظائف أو بمواقع لا تتناسب وذوقهم الفكري والعلمي.
حتّى باتت الكفاءة اليوم، والخبرة المهنية شهادات وإفادات تُحفظ في جدران مخفية يتآكلها الغُبار، يخشى حامليها مِنْ تفقُدها كي لا تنهالُ عليهم دائرةُ التمّني والرجاء.في بلدٍ يقطنُ *فيه* مؤسسات وشركات ومواقع عمل لا تُلبي بُمجملها حاجات الطاقات الذخيرة المُتجددة.
 
فلم نعد نرى شهاداتهم تُعلق على جدران البيت، أو يتباهون فيها كما في الماضي.لرُبما لم يعُد وجودها يُحدِث أيّ فارقٍ في تعديل بوصلة إتجاه العمل والشعور بالفخر أو التقدير.

أعتقدُ أنّ *كثيرين* لن *يُعجبهم* ذوقي في هذا الكلام، وقد يعتبرونه مُبالغاً فيه. أو أنه يضع أمام الأجيال بقعة توقف تحتاجُ لدراسة وتفكّر.

إلى أنني أقصدُ *مما* أُدونه *هنا*  *وهُناك*. وهذا هو الواقع في دراسة بحثية قمتُ بها كإستطلاع رأي في لبنان ما بين منطقتي بيروت والجنوب. ضمن منهجية أخذ عينة عشوائية عبر نشر سؤال: " لعاملين من ذوي الشهادات والخبرة والكفاءة"  كانت الأجوبة مُتشابهة وتحملُ طابع الإستسلام لواقعٍ مرير وهو تجريب فئات من الذكور والإناث لأعمال لم تتناسب وطاقاتهم. بمعنى بعض الوظائف، قلّلت من مستوى القيمة المُضافة لعامليها. لا العكس .و بإعتبار أن المهني المُتخصص كان مُضطراً للرضوخ وللثبات بعمل مختلف عن تخصصه هذا اولا.

أو أنه لجأ للعمل بمكان وتعّرض لشّتى أنواع السلوك *اللامهني* واللاإنساني منها التنّمر، سوء التواصل، الإستيلاء على *الجهود والأفكار* الخ...

فنجد أن العمل اليوم باتَ من منظور أرباب العمل هو محط إنظار وإعجاب بالشخص ومظهره ولسانه بما يُعرف عنه" بمرق الأمور وبيسرها". والقدرة على جذب العاملين بشّتى الطرق الملتوية مثلا بعيدا عن أخذ *مبادىء* مهنية وأخلاقيات وأسس تتناسب وزيادة الانتاجية. والشعور بالإنتماء لم يعد هو الحاجة اليوم.

حتى نجد أن من يملك صفات الأمراض النفسية هو محط الإهتمام والخوف منه والتمّسك به ورغبة بإحتضانه "وتطيب خاطره"- حتّى ولوا كان على خطأ وسبباً مُباشر في تدمير المعنوي للآخرين وفي إحداث الخلل الوظيفي بموقعيته.
 ومن هذه الرذائل بالوظائف منها:
-ضعف الثقة بالنفس
-الإستقواء على الزملاء بالعمل
-سرقة جهد الغير
- *اللامصداقية* مع الزبائن او المستفيدين.
وغيرها من الشوائب الحالية في أماكن العمل.

هذا ما ضعّف موقف العاملين،  بتلك المؤسسات .والذين هم لديهم هدف أو رسالة أو قضية نحو إثبات الكفاءة بالعمل.

نختصرُ القول أن اليوم ما يتم تدريسه في الجامعات لم يعد كافياً.
فالإطار النظري وحتى العملي، يُثبتْ لنا يوماً بعد يوم أننا نحتاج لخطة ●سياسة مجتمعية مؤسساتية ● ومن ضمنها《 التربية الإعلامية》 للخريجين دراية لحقوقهم في العمل. ولفتح مجالاً للحماية الذاتية من أي إستنزاف مهني ولامهني يتعّرض لهُ هؤلاء العمال.
 الذين باتوا اليوم محطة خطر ذاتي وإنهيار وتحت مشّقة الإحتراق النفسي ما بين البطالة لدى المُتعلمين- والعمالة غير المطلبية لدى المُتعلمين.

الكاتبة اللبنانية فاطمة ياسين
أخصائية إجتماعية - تنموي 
بتاريخ الجمعة ٢ تموز ٢٠٢١م






Share To: