كان ﷺ يُبادر مَن يَلقاه بالسلام والتحية ، غنياً كان أو فقيراً ، كبيراً أو صغيراً ، وإذا صافحه أحد ، لا ينزع يده حتى ينزع الآخر .

 كان يُقبِل بوجهه على مَن يُحدثه ،ولا يقطع على أحد حديثه، ما دعاه أحد من أصحابه أو أهل بيته إلا قال : لبيك .

 كان لا يعيب طعاماً يُقدَّم إليه أبداً ، إن أحبه أكله وإن عافه ( لم يعجبه أو لم يشتهه ) تركه ، ويُعظّم النعمة وإن قلّت، ولا يذم منها شيئاً .

كان يتكلم على قدر الحاجة ، لا فضول ولا تقصير .

 كان لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها ، بل يغضب لله ، وكان يصبر على الأذى والجفاء ، ويرد الإساءة بالإحسان ، وكان لا يواجه أحداً بما يكره ، ويقبل عذر المعتذر .

 كان يسألُ الناس عمّا في الناس ، ليكون عارفاً بأحوالهم و شئونهم .

كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله ، ويجلس حيث ينتهي المجلس ( أي ليس له مكان الصدارة ) ويقسم نظراته بين أصحابه حتى يظن كل واحد منهم أنه أحب الناس إليه ، لم يُرَ مادّاً رجله في وجوه أصحابه قط .

كان يجلس مع أهل بيته يُحدثهم ويُؤنسهم فإذا حضرت الصلاة قام إليها ، وكان في خدمة أهله يرقع ثوبه ،ويخصف نعله (أي يصلحه) ويحلب شاته ويقُم (يكنس) البيت، تُرفع عليه الأصوات فيصبر .

كان يجالس الفقراء ويأكل مع الخدم ، ويجلس على الأرض ، ويجيب دعوة مَن دعاه حراً كان أو عبداً  .
*كان يَصِل ذوي رحمه من غير أن يُفضلهم على غيرهم  .

كان خافض الطرف ينظر إلى الأرض ، ويغض بصره بسكينة وأدب ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء لتواضعه بين الناس ، وخضوعه لله تعالى .

كان أشجع الناس ، ينطلق إلى ما يفزعون منه قبلهم ، يحتمي الناس به في مواطن البأس ، وما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه .

كان يتخيّر أوقات الزيارة ويخففها وخصوصاً إذا كانت لمريض ، و يقرع الأبواب بأطراف أصابعه ، وكان إذا دخل بيته يسلم تسليماً يُسمع المستيقظ ولا يوقظ النائم ، ، وينهى القادم من سفر أن يطرُق أهله ليلاً حتى لا يتخوّنهم أو يلتمس الهفوات ، وليعطي الزوجات فرصة لحسن الاستعداد .

 كان يأمر بإعطاء الطريق حقها وكفّ الأذى عن الناس ، وتوقير الكبير والعطف على الصغير ،ويأمر بالإحسان إلى النساء والأقارب والجيران ،وكان يمشي مع ذوي الحاجات حتى تُقضى ، ودعا لمساعدة من نسمّيهم  (ذوي الاحتياجات الخاصة) فقال "وبيَانُك عن الأرتم صدقة " والأرتم هو ضعيف العقل أو العاجز عن الكلام أو البيان ، فتتولى أنت الكلام عنه .

 كان يحرص على مواعيده ويفِى بعهوده وشدّد على المسلمين في ذلك .

كان يُخاطب جُلساءَه بما يناسبهم  فعن زيد بن ثابت ، قال : 
كنا إذا جلسنا إلي الرسول إنْ أخذنا في ذكر الآخرة ، أخذ معنا ، وإنْ أخذنا في ذكر الدنيا ، أخذ معنا ، وإنْ أخذنا في ذكر الطعام والشراب ، أخذ معنا.

 كان كريماً ، مَن سأله حاجة لم يردّه إلا بها أو بميسور من القول .

كان سهلاً هيناً ليناً ليس بفظّ ولا غليظ ولا صخّاب ولا مدّاح ولا عيّاب ، وكان ضاحكاً بسّاماً ، يمازح أصحابه ويلاعب صبيانهم ويُناديهم بأحسن أسمائهم ، وكان يتفقد الناس فيسأل عن الغائب ويعود المريض ويشهد الجنائز .

كان دائم الفكرة، ليست له راحة، طويل الصمت، لا يتكلم في غير حاجة ، وكان يخلو بنفسه للذكر والتفكر والتأمل.

لم يُرَ فارغاً قط ، إما في عمل لله أو ما لابد له منه ، يقسم وقته بين ربه وأهله والناس (وكله لله بالنية ).

  يُحسّن الحسنَ ويُقويه، ويقبّح القبيح ويوهيه..
*كان أشد الناس حياء، لا يُثبت بصره في وجه أحد. 

قد وسِع الناسَ بسطُ وجهه وحسن خلقه فكان لهم أباً، وصاروا عنده في الحق سواء .

 كان إذا حزبه أمرٌ (أي اشتدّ عليه) فزِع إلى الصلاة (أي لجأ إليها )  .

يا مَن لَهُ الأَخلاقُ ما تَهوى العُلا
                   مِنها وَما يَتَعَشَّقُ الكُبَراءُ
لَو لَم تُقِم دينًا لَقامَت وَحدَها
                   دينًا تُضيءُ بِنورِهِ الآناءُ
زانتكَ في الخُلُقِ العَظيمِ شَمائِلٌ
                   يُغرى بِهِنَّ وَيولَعُ الكُرَماءُ

صلى الله عليه وسلم






Share To: