التقيتها !
الشعر المتشابك ،
يخفي وجهها الشاحب.
بالأمس بدا شابا ،
خالدا و سلسا.
اليوم تحت التجاعيد ،
تتجعد زوايا العيون.
أصبح الجلد أكثر تبللا ،
و ظهرها أكثر تقوسا.
تحمل عبئا أبديا مثل الجبال.
التفتت إلى الله تصلي
و تتنهد ...
من صراخها و دموعها
نسجت كفنها.
ذات مرة كانت جميلة
و الرجال عند بابها فرسان
غطوها بالمجوهرات ،
و الزهور بكل ألوانها.
هذه المرة تبدو بعيدة ،
ماضية و منسية.
على الرغم من احمرار عينيها ،
و وجهها الهزيل ،
مع ذلك فهي لا تزال صغيرة جدا ،
لكنها تحمل سنواتها العشرين
كشيخوخة كبيرة.
عن طريق ذرف الدموع المؤلمة
جف قلبها و ألقت ذراعيها.
ملفوفة في ويلها بعباءة بلون التنهد
مع ضوء الذكريات الوحيد.
يحكم عليها القدر ،
على الأرض تسجد تحسرا
إنها تترك نظرتها تتجول
في الليل المظلم.
لا يمكن أن يتبدد الضباب في رأسها.
ميتة من أجل المستقبل ،
لكنها تعيش في الماضي.
ما دموع و صرخات قلبها المسكين
إلا ثقل حبها للكائن المولود من جسدها!
هل المجتمع أعمى؟
أم أنه لم يفهم ؟
كانت ستفعل ذلك مائة مرة ،
حتى أنها بمجرد أن تبتسم
تستسلم إلى الخطيئة ، دون أي ندم.
حياتها ، شبابها و آمالها؟ لكن عبثا ...
للأسف ، تنتظر أن يأتي الخلاص أخيرا.
في روحها براءة قديمة ؛
لا داعي للعيش ،
الشمس محجبة.
لا داعي للاعتقاد بأن الظل سيختفي.
بيد قوية تمسك بخصلات شعرها ،
من يستطيع اليوم سد الندبة الرهيبة ؟.
تداخل جسدها و ضاقت مفاصلها.
كانت تطنطن بصوت خافت ،
الكلمات التي هزت
الشخص الذي هو اليوم مجرد صورة.
على الزجاج الذي تتدفق منه قطرات الندم.
تغمض عيناها المحجبتان ،
و تسير في الطريق الأخير.
ليتني ما التقيتها !
Post A Comment: