لقد
كبر، دون تحذير، و دون انتباه منه، سُرقت منه طفولته، تفاجأ بظهور التجاعيد في وجهه، واختلاط الشيب بالشباب، وتغير تفكيره، واعتاد علي الحزن، ولَم يكن يظن يومًا أنه يقدر عليه، أما الأشخاص، فتبدلت، وستتبدل، ولَم يعد هذا شيء مخيف، لم يعد هناك ما يسمي بعهد الطفولة، ولكن رائحة الذكريات مازالت في أنفاسه، تخنقه من حين لأخر؛ تبدلت الأماكن، التي ظن أنها لن تتبدل، ولكنه سئم من التشبث من طرقات مجهولة، وبيبان مغلقة، والتي دائمًا ما تمني أن تُفتح، آن له أن يغادر، ويتخلي عن ياقات التمني، وإنه حين يظهر عدم اكتراثه فلا تصدقوه، فخلف هذا الجبروت، عزيمة تتكيء علي ساعديها، أما المشاعر التي تشاطره أيامه ثابتة، هامشٌ تركله الحياة من أحضانها، مترددٌ دائمًا في الأشياء التي يريدها بكل ما يملك من ضعف أمامها، أن يعطيها الثقة، خائف من ذكريات تؤرق نومه، خائف أن يُطعن من أيدٍ، ودّها، وقلب تآلف معه، عذاب أيديّ، موت بطيء، أو مواجهة تملؤها الندم، والاحتراق الفوريّ، الذي يجرح بضراوة قلبه والجميع يا صديقي لا يريد أن يحترق، يحب الحياة التي تشقيه، ويحب الشخص الذي يضنيه، ويحب كل ما هو بعيد إلي أن يقترب! فيجد أنه مليء بالدماء من نبالهم، ولكنه قد فقد إحساسه كليًا،وتلك هي الكارثة التي تصنعها العاطفة بالمرء.
Post A Comment: