سيظل كل منا يبحث عن حب نقي صافٍ خالٍ من أي شوائب كمياة غير ملوثه لا يعكرها شئ من مخلفات البشر التي يُلقيها العديد منهم داخلها دون اكتراث بالضرر المُلحَق بالآخرين ، فكذلك الحب إن لم يكن مبنياً علي الصدق و المودة و المشاعر الجياشة تجاه الطرف الآخر فسوف ينهار ويُهْدَم لا محالة مسبباً العديد من الأزمات النفسية التي ستقبع داخل نفوسنا وتخلد بها للأبد وتبقي كعُقدة تبعدنا عن الطرق المؤدية للحب لأنها جالبة لتعب القلب و الإعياء وقلة الراحة بخلاف ما يجب أن يكون ، فالحب من الطبيعي أن يجلب لأرواحنا السكينة و الهدوء ولحياتنا الاستقرار فإن لم يحدث ذلك فلا داعي له فهو لن يزيدنا سوي بالإرهاق النفسي و الجسدي وكثرة التفكير المؤذي المُنهِك لنا والذي يؤدي لنتيجة سلبية غير مرغوبة علي الإطلاق ، فالحب يُجمِّل الحياة و يُكْسِبها رونقاً مميزاً جذاباً فإن لم يتحقق ذلك فهو لا يمت للحب بصِلة إنما هي مجرد حالة وهمية عشناها بمخيلتنا مع أناس علي أرض واقع افتراضي ابتدعناه رغبةً في إرضاء أنفسنا ، إشباعاً لرغبات داخلنا وإشعارها بأنها تستحق الحب الذي تلهث للحصول عليه وهو مخالف للواقع الفعلي الذي عشناه والوقت الذي أهدرناه فيما لا يُجدي فيما يسمي أو يدعي بالحب ، فالحب حالة حقيقية مشاعر فياضة صادقة فالتلاعب بها غير مسموح فهو يُعَد جرماً في حق الآخر الذي تظلمه معك في علاقة محكوم عليها بالفشل أملاً في إرضاء غرورك و كبريائك غير مكترث بمشاعر مَن معك ، بمدي الظلم والمعاناة التي تلحقها به والتي قد تدمر حياته وتقلل ثقته بنفسه ، فيكفي ما يفعله البشر في قلوب غيرهم تحت مسميات وهمية لا تمت للحب بصلة لا من قريب ولا من بعيد ، يكفي ظلماً وإهداراً لأوقات و جهود ومشاعر الآخرين فلنتذكر أن لكل منا حيناً وسوف يُرد إليه ما فعل بالغير أضعافاً مضاعفة وسيحظي بالجزاء العسير بفعل تفتيت قلوب الآخرين دون أي اعتناء أو اهتمام بسلبية التأثير علي مشاعرهم و علي مُجْمَل حياتهم بشكل عام ، فالمشاعر هي المحرك الرئيسي للمرء وإن سيطرت المشاعر السلبية عليه فسوف يتوقف عن الحِراك وكأنه سيارة تعطلت عن السير عندما نفد الوقود وكانت بحاجة للمزيد منه لكي يدفعها لاستكمال الطريق ، فهذا ينطبق بحذافيره علي مشاعر البشر فتلك المشاعر تحتاج لإعادة ملء حتي يتمكن الإنسان من ممارسة حياته بالشكل الطبيعي ولكي يتزود بالطاقة الكافية اللازمة لإنهاء مهامه و تأديتها علي أكمل وجه ممكن ، فإن كانت المشاعر مضطربة فلن يتمكن من إنجاز أي أمور وسيظل واقفاً في مكانه غير راغب في التقدم عاجز عن تقديم أي إنجاز يُذْكَر ولو طفيف ، فلابد أن نراعي مشاعر الآخرين أكثر من ذلك فهي بمثابة الترس المحرك للماكينة المسئولة عن الإنتاج و الابتكار داخلهم فإن تعطلت تعطل العمل وتوقفت الحياة بالمعنى الدقيق ، فالإنسان تحركه أمور ومواقف بسيطة إيجابية كما تعطله نقيضتها فليحاول أن يملأ حياته بمَن يشحنه بالمشاعر الإيجابية حتي يتمكن من العمل المشرف المُرضِي له الذي يشعره بأن حياته تتحرك و تتطور نحو الأفضل وتزداد رغبته في العمل بشكل مستمر حتي يصبح من الناجحين ويعلو شأنه في المجتمع ويصبح قدوة للمحيطين به ...






Share To: