ملاحظة: (من المبكر الجزم بصورة #افغانستان الجديدة والأقليم في ظل عودة طالبان إلا ان ان هذا لا ينفي الكثير من المؤشرات والوقائع التي يمكن ان تشكل صورة واضحة لمسير الاحداث).

طرفة: (سألني صديق: ماذا تسمي فعل أمريكا بالافغانيين؟ فقلت ضاحكاً: دگه ناقصة)

يعود تمكين طالبان من أفغانستان الى أحجية الحرب مع الاتحاد السوفيتي القديم، واختراع فكرة الجهاد في افغانستان، والمجاهدين العرب، ونشاطات عبد الله عزام وايمن الظواهري وابن لادن، والدور الامريكي المنظم في هذه الحرب التي انتجت القاعدة، وقد استمر هذا الوضع الى حين الاطاحة بحكومة طالبان عام ٢٠٠١ على يد التحالف الدولي بقيادة امريكا على اثر احداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث غزيت افغانستان، وسيطر الامريكان عليها، واتخذوا منها احد اهم مناطق وجودهم العسكري، واشرفوا على تصميم نظام سياسي مرتبط بهم وتحت رعايتهم، فضلا عن تشكيلهم للقوات المسلحة واشرافهم على تسليحها، واستمر هذا الحال لعشرين سنة، حيث عادت طالبان من جديد، واستولت على الدولة والحكم في ظروف قياسية لم تتجاوز العشرة ايام وسط دهشة العالم مما يجري، ولأجل تكوين صورة متكاملة عن الحدث، سنعرض الأمور بشكل مفصل وعلى شكل فقرات.

- الوقائع:
١- يشكل الموقع الجيوستراتيجي لأفغانستان أهمية بالغة لمعظم الدولة الكبرى، وهو احد عقد الصراع في المنطقة، وخط احتكاك متقدم، حيث الروس والايرانيين والاتراك والباكستانيين والوجود الامريكي السيال، كما، ارتبطت افغانستان بملف المخدرات بوصفها مزرعته الكبرى وما يتعلق بهذه التجارة العظمى، الأمر الذي التعامل معها من قبل كل الاطراف مأخوذ في حده الموقف من الاطراف المحيطة، وتركها دائما وابدا تدفع ثمن الاطماع الخارجية وصراعات الاضداد. 
٢- على الرغم من التاريخ العريق للدولة الافغانية إلا ان أي من الانظمة التي حكمتها لم تستطيع بلورة هوية وطنية شاملة تستوعب تنوعها الجغرافي، وظلت الهويات الفرعية كامنة في اعماقها تظهر في تشققات تقطع اوصال المجتمع، وتثير الضغائن والصراعات، وقد لعبت كل التدخلات الخارجية على وتر هذا الاختلاف، حيث تشتغل على مغازلة هذا الطرف او ذاك، كما، ان البلاد لم تحظى بتنمية اقتصادية حقيقية تخلق تطورا جيدا في البلاد، وظل الفقر والحرمان والتهجير والهجرة حليف الافغانيين. 
٣- لم يكن تمكين طالبان وجماعتها في ثمانينات القرن الماضي، ولا الاطاحة بها في ٢٠٠١، ولا عودتها من جديد في ٢٠٢١ خياراً شعبياً، وانما كانت حصة العامل الخارجي هي الاوفر في كل هذه الاحداث. 
٤- خلال العشرين سنة الماضية صمم الامريكان لافغانستان (نظاما ينتج الخطأ) قائما على أساس فكرة تمثيل المكونات الخادعة، وسعت إلى تمكين الشخصيات الضعيفة والملوثة لإدارة الدولة ومفاصلها، كما، انها كونت جيشا مفرغا من العقيدة والولاء، يتخذ من العمل في القوات المسلحة وسيلة للعيش، لا اكثر، الامر الذي جعله يفر من دون قتال، وهكذا رهنت السيطرة الجوية والحدودية بيدها، واشرفت على عمل الاجهزة الامنية بحسب فلسفتها.
٥- تنافس اطراف على ادارة الدولة لا تهمها المصلحة الوطنية العليا وحاجة الشعب، وغرقت بالفساد والمحسوبية، وعولت على علاقتها بالامريكان، كما، ان الشعب لم يبدي ممانعة حقيقية لمواجهة الفساد والانحراف، وانخرط الجميع في حلبة اضعاف الدولة، واكتفى الناس بمجموعة مكتسبات واهمة. 
٥- عمل محيط افغانستان بشكل منظم على افشال التجربة الجديدة، وكان الجميع يرتقب خروج الامريكان فاشلين منها، كما، ان بقاء القاعدة وطالبان بشكل قوي في الجوار وبين اوساط الناس عبر تمظهرات مختلفة، استنزف الكثير من قدرات الدولة والامريكان. 
٦- على الرغم من نفور معظم الشعب الافغاني من تعسف طالبان وفترة حكمها إلا ان هذا لا ينفي وجود قاعدة مؤمنة بها ومشجعة لها، كما، ان الفساد وفشل مشروع الحكم والسلوك الامريكي خلق مؤيدين جدد لطالبان، كانوا يتمنون عودتها نكاية بالوضع القائم. 
٧- ان النظر الدقيق للسلوك الامريكي تجاه طالبان بعد اسقاطها، يكشف بأن قرارا خفيا بالإبقاء عليها بمستوى معين مع ضمان السيطرة على توجهاتها قد تم اتخاذها من قبل المؤسسات العليا في واشنطن، فلم يكن القرار متجها الى إنهائها والقضاء عليها واقعا، وهو ما كشفته المفاوضات التي جرت خلال السنوات الماضية مع الحركة برعاية قطر ودول اخرى، كما ان المؤشرات تؤكد وجود تواصل وتنسيق للحركة مع اكثر من دولة، وتفاهمات تم حساب المصالح بشكل مشترك على اساسه، ويشمل هذا التواصل الروس والصينيون والاتراك والايرانيين والاوربيين وبعض العرب، وربما حتى مع الاسرائليين، ويشمل هذا الامر التفاهم على عودتها من جديد. 

- ما وراء الانسحاب الامريكي: مثل قرار غزو افغانستان مادة جدل كبيرة في امريكا والعالم، وانقسمت الآراء حوله، ومع تحققه كأمر واقع، ظل الجدل حول جدوى بقاء القوات الامريكية هناك مع حجم الخسائر الهائلة التي تحملتها امريكا، وضعف النتائج المتحققة على ارض الواقع، واختلاف خارطة الاهميات، ومع كل ذلك، كان التوجه الشعبي العام ميال الى الابقاء على الوجود هناك لحماية المجتمع الافغاني، واما الرأي السياسي، فقد تضاربت التقديرات حوله إلا ان المفاجيء التطابق التام بين رؤية ترامب وبايدن على الانسحاب الكامل من افغانستان، الذي يراه الكثير هو السبب الرئيس في عودة طالبان وتمكينها، ويمكن تصور احد الدواعي الآتية بمثابة الدافع الحقيقي وراء الانسحاب الامريكي، وهي الآتي:
١- ان الانسحاب قرار مقصود ومخطط له، تم التوافق عليه في ظل مباحثات استمرت لسنوات مع الحركة، وصلت فيها امريكا الى قناعة بتسليم البلاد لطالبان في ظل تفاهمات على كل التفاصيل، لذا، فقد رفع الامريكان ايديهم من البلاد، وسلموها تسليم ذمة الى الحركة، وأما الدوافع وراء هذا التسليم فهو حزمة منافع وقضايا تمثل اهمية قصوى لأمريكا يتم تحقيقها عبر عودة الحركة، تتصل بالموقف من ايران والمنطقة، وتنشيط بيئة الارهاب، والمزيد من الابتزاز للمحتمين بالوجود الامريكي لرفع قوائم الضرائب المفروضة لقاء الحماية الامريكية عبر التخويف بتكرار المشهد الافغاني. 
٢- ان امريكا ارهقتها الفاتورة الافغانية بدون اي جدوى، خصوصا في ظل الفشل المستمر للنظام السياسي بتحقيق تنمية واستقرار في البلاد، كما، ان الاهداف المعلنة للدخول تم تحقيقها، ولم يعد في افغانستان ما يحتاج هذه التضحيات، وتوجه السياسة الامريكية لتقليص فاتورة الاعباء الخارجية، كما، ان خطر عودة الحركة لم يعد مهددا كبيرا لأمن امريكا، بل على العكس يمكن الاستثمار في عودتها بطريقة ذكية. 
٣- يمثل قرار الانسحاب تكتيك مدروس يعطي للحركة واتباعها فرصة منظورة ومخطط لها، بحيث تضمن هذه العودة تحقيق اهداف مخطط لها، يتم بعدها تقدير الموقف للبحث في خيارات جديدة، وقد يكون ضمن الاهداف المنظورة اما اسقاط الحركة جماهيريا وواقعيا كما حصل في موضوع الاخوان بمصر او اختبار ملائمتها في ممارسة عملية، بعد ان قدمت تعهدات بتغيير سلوكها، والوصول الى عدم جدوى الوجود التي حكمت البلاد خلال العشرين سنة الماضية. 
٤- الانسحاب خيار مشترك بين الامريكان، واطراف دولية اخرى بما فيه الروس والاوربيين وبعض العرب وربما الايرانيين عبر وسطاء، للإستثمار المتبادل في افغانستان الجديدة، حيث يضمن وجود الحركة سلطة قوية تفرض حكمها على البلاد، وتتكفل بضبط الامن والسيطرة على الاوضاع الداخلية بما في ذلك تدفق المخدرات، وكذلك مصالح اخرى لم يستطيع النظام الحالي تحقيقها. 

- الموقف الدولي: على الرغم من الخلفية المتشائمة التي تحملها معظم الدول والشعوب عن سلوك طالبان في مرحلة حكمها السابق وما عرف عنها إلا ان الوقائع تكشف عن تحويل كبير في التعاطي معها، فأقصى ما صدر عن القوى الرئيسة قلقها من حدوث بعض الانتهاكات ومطالبة الحركة بتعهدات لعدم حصول ذلك، واما الغالب، فيتحدث عن قبول وتماهي مع وصول الحركة، والحديث عن تفاهمات جديدة مع افغانستان طالبان، ومن الراجح، ان نسمع توالي الاعترافات بالحكومة الجديدة، أما من خلال التصريحات المباشرة او عبر الممارسة العملية في التعامل معها، وهو ما ينبأ عن وفاق خفي مشفوع بضغط امريكي لإقرار الامر الواقع، او لتوظيف هذا الضد الصاعد تجاه المصالح الامريكية واظهار فشل تجربتها في افغانستان. 

- سيناريوهات مستقبل الحكم في افغانستان:
توجد عدة صور منتظرة لمشهد الحكم خلال المرحلة القادمة وهي الآتي:
١- حكومة انتقالية مؤقتة، تعد لإنتخابات يتنافس فيها طالبان مع اطراف اخرى، الامر الذي يسمح بصعود شركاء آخرين معها الى السلطة. 
٢- حكومة أئتلافية يتم اشراك بعض الاطراف فيها، تسهل من عملية تحول السلطة، وتعطي للدول مشروعية الاعتراف والتعاطي مع الحكومة الجديدة بوصفها ائتلاف يمثل اطياف متعددة من الافغانيين. 
٣- تفرد طالبان بالسلطة واعلان حكمها المطلق على البلاد، ويكون ذلك اما عبر الاصرار على الاحتفاظ بالرؤية الفكرية للحركة وممارسة الحكم على إنموذج الامارة الاسلامية بحيث بقترب المشهد من الإنموذج الايراني، او ان الحركة تتخلى عن شرط النسق الفكري المتعلق بصورة الحكم وتدير البلاد على احد اشكال الحكم المعهود حاليا مع ضمان سيطرتها المطلقة. 

- التحولات الهامة في منهج الحركة وسلوكها:
حرصت الحركة بشكل كبير على تبديد الصورة القاتمة المعروفة عنها، لذا صرحت بأنها لن تنتقم من احد ولن تعاقب احد ممن عمل مع السلطة السابقة، وانها تتفهم مخاوف الناس، كما حرصت على بيان موقف جديد من المرأة، وينقسم الرأي بين من يرى بأن الحركة قرأت الواقع جيدا واستفادت من الدروس القديمة، وقررت واقعا تعديل واستبدال سياساتها وافكارها، ومن يرى ذلك، تكتيكا مقصودا يحاول تخفيف حدة النظرة تجاهها، واداة يتم من خلالها اقناع العالم بشكل جديد من طالبان، قابل للتعايش والتفاهم واقامة العلاقات، وانها ستعود للسياسات الاقصاء والقسر والتشديد بعد ان تتمكن وتحكم قبضتها على الاوضاع.
يتصور الكثير، ان طالبان وامثالها حركات وجماعات عقائدية فكرية يصعب ان تقوم بما يتنافى وتوجهاتها إلا ان الواقع خلاف ذلك تماما، فهذه الحركات لديها براغماتية عالية، وهي مستعدة ان تتفاوض على الله جل وعلا إذا تضارب مع مصالحها، وان ما اظهرت من وجهات نظر جديدة امر متوافق جدا مع رغبتها في خلق مقبولية لها، وتهدئة المواقف الحادة عنها، وهي وسائل مشروعة بحسب نظرها لتحقيق غاياتها، فالحركة ليست مسلك طهراني لبناء توجهات اخلاقية وتربوية، بل هي حزب سياسي ذو صبغة دينية هدفه السلطة لا غير، لذا من غير المستبعد ان تتحالف مع اعدى اعدائها.

- المخاطر والتداعيات المحتملة:
تختلف التقديرات والتصورات تجاه المخاطر والتداعيات التي يمكن ان تنتجها عودة طالبان من جديد، ومما يمكن تأشيره الآتي:
١- ان هذه العودة مهما قيل عن اسبابها فإن تزيد من حدة الصراع في المنطقة وتجاذباتها، الامر الذي ينعكس على امن جميع دول الاقليم. 
٢- بناء على فرضية التبني الامريكي لهذا الصعود، والاستعداد الواضح للامريكان بالتخلي عن اي شريك مهما كانت درجة اخلاصه، فإن جميع الاطراف ذات المعتمدة على الامريكان والمقربين منهم أمام خطر التخلي عنهم في لحظة أو ان هذا الفعل يزيد من قدرة امريكا على الابتزاز والضغط ورفع فواتير الحماية من خلال توظيف ما تم في افغانستان. 
٣- ان العودة السهلة للحركة اعطت حافزا لكل قوى الارهاب وفي مقدمتها داعش والقاعدة لإنتظار فرص مماثلة للإنقضاض على دول لها وجود فاعل فيها، كما، ان تخلق بيئة آمنة تضمن سلامة وحماية نشاطات ارهابية على وفاق معها. 
٤- لقد تسببت اللحظات الاولى للعودة بتدفقات كبيرة من المهاجرين والفارين، والذي يمكن ان يتزايد في الايام المقبلة مما يشكل ضغط على الكثير من الدول، ويخلق لها تحديات امنية جديدة.

- المكاسب والدروس المستفادة:
على الرغم من كل ما يقال حول هذه العودة إلا ان هناك مكاسب ودروس تحققت منها:
١- ان اعتماد اي دولة او نظام في شرعيته ووجوده على العامل الخارجي وفي مقدمته الامريكان وهم وضلال، وان هذه العلاقة مهما قيل عن استراتيجيتها فإنها مهددة بتقلب المصالح، وهذا الدرس لا يعني الانخراط في حرب مع الامريكان او مقاطعة الدول، بل يعني تعزيز الجبهة الداخلية والاكتفاء الذاتي والدخول في علاقات متكافئة قائمة على اساس المصالح المتبادلة في ظل سيادة وطنية مدعومة من وفاق شعبي يمثل كل اطياف والتوجهات داخل الدولة.
٢- ان الفساد والمحسوبية تهدم النظام وتسقط الحكم مهما كانت الجهة الضامنة له، وان الجيوش التي تبنى على اساس المنفعة بدون إرتباط عقائدي لن تقاتل عن اوطانها، كما ان عدم الثقة بالنظام واستمرار فشله وعدم اهتمامه بحاجات الناس يدفعهم إلى تفضيل الاعداء مهما كانوا، ويدعوهم الى البحث عن خيارات امثال طالبان.
٣- من باب رب ضارة نافعة، فإن هذا الحدث من المتوقع ان يؤثر ايجابيا على حل المشكلة اليمنية والسورية وبعض الملفات العالقة عالميا من خلال تبدل وجهات نظر الاطراف الرئيسة في تلك الملفات.

- اين العراق في العاصفة؟
اثار سيناريو افغانستان مخاوف اطراف كثيرة في العراق والمنطقة على اساس ان امريكا ستقوم بتكرار المشهد نفسه من خلال سحب يدها من الوضع العراقي، وتمكين داعش او جماعات حزب البعث او خليط من هذه الجهات بالسيطرة على السلطة، وبشأنه نقول الآتي:
١- ان امريكا فكرت جديا في عام ٢٠٠٨ وما تلاها بلعب هذا السيناريو ولو بشكل مؤقت إلا ان التحدي الاكبر تمثل في البديل المضمون والآمن.
٢ - مما لا شك فيه ان العراق يمثل اهمية مختلفة للامريكين عن افغانستان، وان طبيعة الاهداف هنا تختلف عن هناك إلا ان هذا لا يعني ضمانة امريكية، فقد عمل الامريكان على ذات الامرين الذين عملا عليهما في افغانستان وهما: (تكريس نظام ينتج الخطأ، وابقاء قدرات الدولة ضعيفة في حماية نفسها).
٣- مهما قيل عن تداعيات الحدث الافغاني فإن المحاصصة والفساد والمحسوبية واستمرار نهج اضعاف الدولة وعدم تحقيق متطلبات العيش الكريم للناس تجعل النظام كله عرضة للسقوط والانهيار الذاتي او بمعاونة عوامل خارجية، الامر الذي يجعل اصلاح الاوضاع والتحويل الحقيقي الى نظام يمثل الشعب ويعمل من اجله خيارا وجوديا عاقبة عدم العمل عليه تشابه عاقبة الرئيس الافغاني.
٤- من المحتمل جدا ان تتزايد العمليات الارهابية، فقد اخذت الجماعات الارهابية جرعة منشطة، وستعاد معزوفة ارض التمكين بقوة، وقد يشجع بقايا القاعدة على استعادة وجودها.
٥- ينبغي ان يضع صانع القرار المصلحة العراقية العليا  في حسابه للتعامل مع القادم الافغاني الجديد، وان يندمج في شراكات عالمية واضحة ومأمونة في التعامل مع الحكومة الافغانية الجديدة.

- خاتمة: هذه القراءة ليست من نسق المنشورات المقتضبة، بل هي توضيح مفصل يجيب على معظم التساؤلات المتداولة من وجهة نظر كاتبها حول الحدث الافغاني المهم، أتمنى انها حققت غرضها.






Share To: