منذ الباكر..
منذ ارتعش الكحل على أطراف العمر
منذ كان لقاء الخطى ذاكرةً خانها ثقب الوقت
الساكن ازدحام اللهفة المتيمم بأصابع الضوء
ليلاقي تناهيد الجوع بكسرة زبرجد
كنتُ ووجه المساء نعضّ جرح القيد
نلملم يباس الورد عن شفاه السلام
أُعتق ويلات التوسل بما بقي من نذور..
ليس مؤلما أن تسقط في جنازتك
ليس صعبا أن تبتر أشباه الأمل
فكل مساحيق الكلمات تزيد من تجاعيدك
تحيطك بما ينبشه شيب الغفوة على وسائد الرهبة
تجعلك تنتقي حُقناً تلهج سوق السموم
متربصة لها كحارس النيام..
لا يا مفترق الدعوة
لن أعود لأتسكع واللامكان في حانة وجوده
فما عاد يقبل بي إلا ليشعل أنفاس قصيدته
ما عاد يرخي جدائل دمعه على باقيات مرارتي
يخاف نقصان جراحي يوم تحتشم ندامتي..
عبثا أيها المفترق
تحاول كنس صيوان عزائي
تطرد ملح أيامي بولادة قيصرية
تسقي ملامح بكائي زيتا لتتملص مني قبضة الآه
وتجمحُ في إرهاق قميص الهشاشة المرقع
علّك تراني أسرّح خصل التعب
وعلّي أحدق الى غيرتي
لتناشدني كفّ الدهشة عن رحيل الأمس
Post A Comment: