حين ما إلتحفت السماء بالنجوم تُصارع النعاس، كان إدورد قد استعد للسهر في حفلة لصديقه جاك، وبعد أن تغلب عليه المشروب، أحس إدورد بأن رأسه أثقل من أن يحمله جسمه، كل شيء يدور حوله، لا يستطيع التركيز على شيء معين، كان نظره مشوشاً، ورغم هذا استطاع أن يلمحها بوضوح، ذلك الملاك الذي ملك قلب إدورد منذ أول نظره، لم يرها إدورد بالجوار من قبل، هل هي جديدة في هذا الحي؟
أم هي قريبة إحدى الفتيات؟
كانت تنازع القمر على مكانه، تارةً تدفعه بعيداً، وتارةً يمتلئ غيظاً فيهرب خلف السحاب بغيظه.
ذلك القوام النحيل أشبه بلوحة لدافنشي، وأما ذلك الفستان الأحمر يشع نوره كأنما لا نور سواه، لديها ابتسامة جعلت إدورد يفيق من نشوته، ويروح عقله في ابتسامتها بلا رجعه.
يحمل إدورد كأسين من المشروب وهو بالكاد يستطيع المشي، يتجه نحو ذلك الملاك الذي شغل تفكيره، إبتسامة خفيفة مملوءة بالثقة يلحق بها ذلك الترحيب المعتاد،
=مرحباً
ترد له بإبتسامة مليئة بالرقة مفعمة بالأنوثة
_مرحباً
يقرر إدورد الإرتجال فورا فيقدم لها كوب المشروب الأخر ولكن هي رفضت أن تحمله منه.
_آسفة فأنا لا أتناول الكحول.
تجمد إدورد بلا حراك فشلت هذه الخطة ولكن لا يزال في جعبته الكثير من الحيل.
بداء إدورد يجرب حيله واحدة تلو الأخرى حتى نجح أخيراً في التودد إليها.
مد يده اليها معرفاً نفسه
= أدعى إدورد، وأسكن في الجادة المقابلة، هل أنتي جديدة في هذا الحي؟
_نعم لقد إنتقلنا قبل بضعة أيام أدعى سوزان
سوزان! يا له من إسم جميل جعل إدورد يهيم في عالم الخيال، ترك المشروب على المنضدة وبدأ يتجاذب أطراف الحديث مع سوزان، حتماً وقع إدورد في شباكها حاول أن يتخلص من شباكها ولكن غلبته الحيلة.
أمضى إدورد أجمل أيام حياته في هذه اللحظات، ولكن لكل بداية نهاية نظر إدورد للساعة، الساعة الآن الثانية صباحاً.
=أوه لا!
كانت هي الكلمات الوحيدة التي نطق بها قبل خروجه مسرعاً، لم تكن سوزان تعرف أن إدورد لديه رسومات علمية عن المجموعة الشمسية لم ينتهي منها بعد، خرج وهو ويتمايل يمنةً ويسرى، بالكاد إستطاع الوصول إلى بيته اندفع مسرعاً نحو غرفته، جلس على مقعده، أخذ عدة الرسم وشرع فوراً في العمل، لم ينم حتى أكمل رسوماته .
في الصباح رن المنبه عند السابعة والنصف كالعادة، استيقظ إدورد مخلوعاً، وجد نفسه نائماً على مقعده، قام بسرعه فائقة بترتيب أشيائه داخل الحقيبة، ثم إنطلق نحو الكلية.
عند وصوله نظر إليه كل من في القاعة نظرة مليئة بالغيظ، اعتذر منهم ثم أخرج رسوماته ليريها لزملائه، وعند وصوله للأرض وقمرها، إنفجرت القاعة بأصوات الضحك، تعجب منهم إدورد ولكن أشار أحد الطلاب الى رسوماته، ومات ضحكاً هو الأخر، لم يرسم القمر فقط قام برسم سوزان.
Post A Comment: