إنها اجمل مناسبة بالنسبة لها للافراج عن موهبتها في الغناء و الضرب على الدف...مناسبة لجلب  انتباه شبان القرية الى صوتها الكرواني و قدها الممشوق رغم صغر سنها...اختارت من عند العطار الذي يزور الدوار في مثل هذه المناسبة،  بعد تجريب الضرب على العديد من " التعارج " التي يحملها حماره،  اجمل" تعريجة" مزلجة و منقوشة برسومات هندسية و بقع مختلفة الألوان...اجتمعت و باقي صوحيباتها، بعد غروب الشمس، في الساحة التي تتوسط مجموعة من المنازل القروية المتماثلة شكلا و قدا بينما تجمع الصبية و الشباب ، غير بعيد عنهن، و قد انشغلو بوضع ما جمعوه من حطب على شكل حزمة قارب ارتفاعها المتر... ارخت البنات شعورهن و بدأن الغناء و الضرب على جلد " التعارج..." هذه عاشوراء لا حكم فيها علينا...في عيد المود يحكم رجالنا"..." قديدة قديدة ملوية على العواد---بابا عاشور مشى يصلي و داه الواد". ...تتعالى الاصوات و الضربات...يتحمس الصبيان و الشباب...يضرمون النار في حزمة الحطب...تقترب البنات من السنة النار بدعوى تسخين معداتهن الطربية... تجتاح الشبان رغبة في اظهار كفاءتهم في القفز على النار...يصطفون في تزاحم ...تتسع دائرة الفتيات للسماح بمجال كاف للجري استعدادا للقفز على النار... فضاء القرية صار ملكا للصغار بمباركة الكبار...كومة الحطب تغذيها عيدان كلما تضاءلت السنة اللهب...فجأة و بدون سابق انذار، انطلق من كانت تحط عليه العين، الشاب الذي تتسارع نبضات قلبها كلما رأته...من الإتجاه المعاكس انطلق من كانت معشوقته في الخفاء...اصطدم الشابان فوق حزمة الحطب المشتعلة...سقطا عليها...النار تلتهم ملابسهما و بشرتهما...و نار غير مرئية تسري في قلبها...








Share To: