لا خير في قلم لم يحرر صاحبه من كل القيود الذاتية و الموضوعية، أولا قبل أن يحرر سهم الرسالة ومضمون خطابها، أكان ضمنيا أو علنيا، لذلك المتلقي، من فوبيا تقييم الآخر له كيفما كانت ارتساماته...إنه بداية إسترجاع الثقة بالنفس، و تحدي المحيط الذي يكتنف الكاتب/بة...و يقيد مخيلته... هذه القيود التي كثيرا ما تقف حجرة عثرة لإخراج خوالج الإحساس في لحظتها و مشاركته لها مع ذلك الآخر الذي نجهل هويته و مرجعيته الإيديولوجية و قناعاته الشخصية، بسبب الإنتقاد اللاذع الذي قد يتسبب في الكثير من الأحيان من خلق القهقري لذلك المدون، دون إستيعاب أو إدراك لخطورة و وقع بعض الكلمات التي قد تحطم آماله و مطامح مساهمته في التغيير من خلال حروفه المدونة....
القلم الصادق متنفس المغبونين في زماننا الغادر، الغاشم، و محرر الشعوب من إستبداد حكامها، و بطش ظلمتهم و ظلمهم من ربقة الإستعمار الجديد السالب للحريات، و خوف الآخر من مختلف مواقع تواجده...
فكم من شعوب واجهت مستعمريها بفضل حرف، و كم من أمم تحررت من جبروت قيودها و كسرتها بإستلهام إرادتها من رنين وقع حماسة كلمات و كلمات...
القلم الحقيقي، ترجمة لمضامين هادفة، بناءة، قد تساهم في تغيير الحياة الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية السلبية و تحويلها إلى شحنة و طاقة إيجابية، عن طريق تفتيق مختلف المشكلات و المعضلات المعيقة للتقدم و النمو، بالبحث الدائم عن الحلول الواقعية الرصينة و المتزنة و استشراف المستقبل بخلق تصالح مع الذات و مع الآخر بكل شجاعة و جرأة... عن طريق تيرابية التنفيس عن كل الإكراهات اليومية، و الإبتلاءات الصادمة، و كذلك برفع تحدي فوبيا مشاركة الآخر هواجس و خواطر كل الإنشطارات النفسية بسبب مخاض ولادة ذلك الحرف، إنه بداية الحل ...
و الكلمة سيف بثار لجور العدا و عدوان المحتل.... و بكلمة حق توقف نزيف دماء و تراجعت فلول كواسر الطغاة... و لانت منعرجات سبل، و استنهضت عزائم أمم... فاطلقوا/قن العنان لأقلامكم/كن دون تردد أو خوف...شريطة أن يكون الإحترام هو القاعدة، فلا بنيان بدون إحترام للأخلاقيات و الكينونة الإنسانية بمختلف أجناسها و ألوانها، لكي تنجح في إسماع صوت أنينها في تقدير حقيقي لذلك المتلقي/ية... و الإستعداد المسبق لتفهم نظرته/ها في التحليل.... و ليس من الضروري أن توافقني الرأي، و لكن لمجرد قبولك لسطوري كضيف خاص لديك تمكن من سرقة لحظات زمنية من وقتك، بغض النظر عن إختلافي أو توافقي معك، فذلك جزء من التحضر و اللياقة التي نلعن بها الحاضر لتغيير ملامحه، و نحن كلنا أمل و تطلع نحو ذلك المستقبل الذي جعلت منه سوطة الظالم الإمبريالي، عسيرا ليصبح يسيرا.....
و لولا وقع الكلمة لما منعت أصوات حق و لازج بأغلبيتها في غياهب السجون منذ أزل التاريخ لأنها خلقت شرخا بين الواقع البئيس و القادم الرجيح بمساءلة الأول بكل نضج و جرأة من خلال لماذا و كيف و متى.... ؟و طرح البديل بمحتوى الثاني من خلال لنبدأ و ننطلق... و كل ذلك لتنتصر الكلمة و صوت الإنسانية....
فمتى ستنتصر الإنسانية للإنسان فينا يا ترى بالرغم من كل ما سبق؟؟؟؟
Post A Comment: