أكتب حرفاً يهربُ عشرة، أمسح آخر تبكي كلمةٌ، أخطُ جملةً ترضى نقطة، حسناً سأستخدم أسلوب المُباغتة. 
قلبٌ شاخ في سن العاشرةِ وأصبح يَرتكِزُ على الواحدِ عكازاً وهو صفرٌ لا أحَدَ يكترث له، أخبرني من سيحَضُر ثورتكْ السقيمةَ في وطنكَ العقيم عند خوضك معركةِ الفشلِ المتعفنةَ كرائحةِ الفقر!. 

بدايةً منْ كهفِ العُنْفُوان الذي أطلقته، ها أنا الآن أقف مجدداً وأتنفس ملء رئتيَّ هواءً ساخناً يكاد يطهي أحشائي، أردد مراراً من أنا وأين أنا ومن أين يأتي وقع هذه الأصوات.

أصبح المد والجزر يلعبان معي أحجية التفكير على إيقاع الألم، ووسط كل هذا لماذا أصبح الجميع يتحدث عن الحب(الكذبةُ الأبدية)، لماذا لا يحوي معجمكم مفرداتاً كالسكونِ والسكوت والصمت والخذلان والخيبات، لماذا تحملون قلوبكم مُهمةً لا تجيدها ولم تخلق لها؟
أرجوكم لا تتحدثوا عن الحب أرجوكم.

أصبحت ثرثرة العالم ترتفع إلى عنان السماء فتختبئ خلف السحب وتارةً تشتكي لها فتبكي السحب نيابةً عنها.

رُغم أنني لا أعرف من سيقرأ هذا لكن ما أعلمه أنها ستصل للشخص المناسب في الوقت المناسب، شخصاً سجينٌ لثمانية وعشرين حرفاً كتبت بدم الغزال ورميت في حِجر الذكرى. 

 بدأتُها خطوةً بخطوة، ثم واحدةٌ أخرى فإثنان، ثم الرجوع خطوةٌ أخرى من الذي كان يتذمر من التكرار والألم المتوالي؟ أتعرف أن الذي لا يقتلك يجعلك أقوى بألف مرة كل مرة، لأنك تستخدم الطرق الخاطئة للعثور على الطريقة الصحيحة. 

أنا أقطن وسط المحاولات، أتوسد التكرار لأعيش بثبات، أصبحت كمنجمِ أثارٍ يبحثُ عن جثثٍ للفراعنة في كوكبِ نيبتون ويعلم أنه لا يمكنه الحصول على عظمٍ صغير من أطرافِ فأرٍ أو سنجاب فما بالك بالفراعنةِ، أجلس عند نقطة التوبة والتكفيرِ اللانهائية لِأُكفر عن هفواتي المُتكررة، أضعُ نفسي قُرباناً لليالي العابسه، وهذا كله محاولةً من العالم ليخبرني أن النجاح مثل الفسيفساء رغم جمالها وبريقها من بعيد لكن صنعها يحتاج جهداً عظيماً و مبتذلٌ في نفس الآن .

  حين لحظة مساس شظايا الفشل بأعماقي لم يتأذى جسدي بتلك الحواف المتناثرة فقط ولا يهم أصلاً أن أتأذى لكن تأذت أمي، جُرح أبي، كُبتت مشاعرُ إخوتي وحينها بُتر قلبي.. أيُبتر القلب؟ أنا بُتر قلبي، وتمزقت حواسي وتحجرت أطرافي عند تلك اللحظة الملعونة، تناسيت معتقداتي حينها، وحملت الحلم مرة أخرى؛ لكن هذه المرة لم أكن بحاجة لصكِّ غُفرانٍ من أفعالي لأنني بدأت منها.

"جعلت نجاحي معتقداً وإيماناً وغُفراناً وقديساً ودستوراً وجمهوراً "

أيمكنني القول أن بعد ذلك أنني انتصرت في معركة ذاتي؟
اووه توقف أولاً قُم بلصق تاريخ ظهور اليونان وإختراع المصباح وميلادك وسنيني البائسه وستعرف عدد محاولاتي ويمكنك معرفة هل انتصرت أو لا، وليس هذا فقط دعني أتكلم بنرجسيةٍ أكثر أفتح الصفحة بعد المئة من تاريخ النجاحات في دفتر الحياة وستجد الرزان والنجاح يتسامران مع بعضهما.

أجعل أحلامك سرية يا صديقي، وأكتبها بنقشٍ كنعانيٍّ وسلط عليها الضوء من الجانبين لتراها بوضوح كلما ضغطت عليك الحياة بنتوءٍ من الألم، وقُل للفشل لا ذُقتَ سلاماً ولا مرحباً بك...
 فأنا الذي أسقط وأقف من جديد
وأمِلُ لكنني أظل أحاول حتى مماتي
أفشل مراراً لكنني في النهاية أنال
أخطئ لكنني أتوب أو قل إنك" إنسان وكفى".

توقف لتختار الأبيض أو الأسود أظن أنه لا بأس بالرمادي، لكي لا تقع في كمين الذكريات المملوء بصرير الأبواب الحديدية، ففي يوم من الأيام أعطيتني صديقتي قبل وفاتها كتاباً لكنها لم تكن تعلم انني لم ولن اقرأ كتاباً فالحياة تعلمني جيداً وأحياناً تُعطيني دروساً خصوصية، أعتقد أن إسم الكتاب كان أحتاج قلباً لكنني لا أحتاج قلباً أحتاجها هي فقط لا غير أو أنني أحتاج لنفسي فقد حان الوقت لأصبح محاربةٌ لذاتي.
فأنا لحنٌ قديم عُزف لقديسٍ وقِسيسٍ فقدم دِينَهُ قُرباناً.

أنا قيثارةٌ ونايٍ باكي عُزف على عشيقٍ فترك الحب لأنه لا يُجيده.

أنا نافذةٌ فُتحت لسجينٍ ذو عهدين فأبى الخروج خوفاً من الإحتراق إثر نيراني التي أشعلتها في القش للعثور على إبرة المحاولة.

هل للحياة بعد هذا كله أن تصنفني رجلاً أظنني خلقت من ضلعي والأيام أتت لتُبرهن لي. 








Share To: