بقلم:جيهان كريشان

في تكامل الريف والمدينة تكمن  سعادة الانسان،فالريف هو جمال الطبيعة باشجارها وخضرها وغلالها وجبالها...
وكرم أهل القرى والارياف وتميزهم بالشجاعة والكرم وحب الأرض لأن ابن الريف في اتصال يومي بالتراب...
لا سعادة لاهل المدينة ألا بالتفاعل مع ابناء الريف ولا حياة لأبناء الريف الا بوجود المدينة حيث العلم والثقافة والتواصل مع الوسائل الحديثة...
اشار الامين السعيدي في روايته"ظل الشوك"
الى التهميش الممنهج من الحكومة لأهل الريف
حيث تعمل المرأة في الفلاحة باجر زهيد وفي ضروف صعبة كما يعاني الشباب في القرى والارياف من البطالة رغم تميزهم في الدراسة...وهذا نفسه منهج الحكومة في تهميش ابناء المدن المعدومة...
يقول الامين السعيدي:"في كل قرية منسية ومدينة معدومة أم حنون لم تجد ثمن حليب ابنها الرضيع"
وهذا يحيلنا الى ان ابناء الارياف والمدن على حد السواء في التهميش باستثناء بعض المدن المحضوضة التي ينحدر منها رجال الاعمال والساسة...
تنطلق احداث رواية"ظل الشوك"من أحد القرى المنسية حيث ينتشر الفقر والخصاصة والحرمان ومع ذلك يعشق الانسان في هذه الاماكن الأرض والحياة...
"هنية"الشخصية البطل في الرواية تلد مع منتصف الليل ابنتها"زبيدة" في لحظة شديدة الظلام وبطرق بدائية في القرن الواحد والعشرين حيث تستعين بالقابلة "حدة"فتتم عملية الولادة في منزلها لا في المستشفى وهذا دليل على معاناة أهل الريف في ظل غياب الدولة...
يحلم الزوج "بشير"بالغنى حتى يوفر مستلزمات ابنته في الدراسة حين تتحول الى المدينة في المرحلة الثانوية وحين تتحصل على شهادة البكلوريا لتلتحق بالجامعة التي تختارها وهذا دليل على سعي  أهل الريف الى تحصيل العلم والمعرفة...
تكبر "زبيدة"وتختار شعبة الفلسفة فتكسر بذلك رؤية أهل الشرق للمرأة والنظر إليها على أنها ناقصة عقل... وبذلك تحرر نساء الريف نساء المدينة من النظرة الدونية للمراة من طرف المجتمع الذكوري...
أما شخصية"يسرى"فتمثل امراة المدينة بفطنتها وحبها للثراء  كما تبين صراع الخير والشر في الانسان
فتتعاطف أثناء احتضارها مع بشير القروي وبذلك تكتمل الصورة الفعلية للسعادة بتكامل أهل الريف مع أهل المدينة لتؤكد قدرة الروائي التونسي الامين السعيدي على إخراج نصه على شاكلة فنية طريفة لم يسبقه إليها احد،فكانت رواية "ظل الشوك"فتحا جديدا في الأدب العربي.رواية واقعية طرحت المهمل من القضايا الاجتماعية...






Share To: