أرسل الابن الذي يعمل بالعراق لوالده في سبعينات القرن الماضي رساله ،وبداخل الخطاب صورة له وهو يجلس مع مجموعة من أصدقائه يدخن سيجارة.... فتشاهد هذه الصورة أفراد المجموعة التي تجلس مع والده على المقهى بعض فض أحدهم الرسالة لكي يقرأها لوالده الذي لا يعرف القراءة أو الكتابة بل لا يعرف أشياء كثيرة... فيثير أحد أفراد المجموعة الخبثاء ؛ حفيظة الأب على إبنه من باب التسلية وقتل الفراغ والذي يهوى الوقيعة بين الناس على سبيل المزاح ويعتبرها خفة ظل وتزجية فراغ حتى تخرج الأمور عن السيطرة ثم لا تحمد عقباها... فقد نظر للصورة متمعن فبها قبل أن يرسم على وجهه علامة التعجب قبل الاندهاش والامتعاض مقرونة بغضب وأسف شديد لما آل عليه سلوك الشباب متمتم بينه وبين نفسه، ولكنه كان حريصا على أن يصل صوته للجميع: أن القيامة قد اقتربت بسبب ما شاهده في الصورة ... فسأله أحد أفراد المجموعة يستفسر منه عن ذلك فتصنع الرجل العزوف الخوض في الموضوع بأن الأمر خطير ولا يريد إحراج والد الشاب الذي أرسل الخطاب من العراق، وطلب منهم أن يعفوه من الشرح والتعقيب على هذا الموضوع الحساس ثم فترة صمت... ولكن بعد أن سيطر على الجميع الشغف وأولهم والد الشاب الذي يدخن السيجارئه وصاحب الصورة ... طلبوا منه إيضاح الأمر أكثر والتعبير عن وجهة نظره حتي يقتنع الجميع بها ، فتمنع في أول الأمر وهو ما زال يتمتم بأن الفضيلة والأخلاق أصبحتا في خبر كان... بعد أن الذي شاهده في صورة العراق.. ثم توجه إلى الأب مرتديا زي الحكمة والحارس على الفضيلة قائلاً: في الحقيقة يؤسفني ويحز في نفسيأن أقول لك أن ابنك قد تجاوز كل الخطوط الحمراء في تعامله معك أنا لا أصدق أنه يفعل ذلك في يوم من الأيام كيف يرسل لك صورة وهو يدخن سيجارة وهو يعلم علم اليقين أنم ستشاهدها معلهش يا عم الحاج ابنك قليل الأدب... ،فأيدت بقية المجموعة قول الرجل الحكيم والحارس على الأخلاق والفضيلة من الضياع والتي اقتربت القيامة أن تقوم من وجهه نظره بسبب هذا الأفعال فيما قاله في خطبته العصماء بل أقسم له أحدهم بكل عزيز لديه أنه: يصلح خطيب في مسجد ولكن من وصفه بذلك تراجع عن رأيه في مسألة الخطابة على المنبر بعد أن تذكر أن الحكيم لا يصلي ولا يصوم ولم يشاهده في يوما من الأيام يفعل خير قط... فسألهم الأب الساذج خفيف العقل سليم النية والذي أصبح أشد حيرة من قبل فض خطاب الابن و كيف الخروج من هذه الورطة التي وجد نفسه بداخلها دون جريرة ارتكبها ولكنه وقع في ايدي شياطين الإنس وبعد مناقشات طويلة تناولوا فيها عدة أدوار من الشاي والقهوة على حساب الرجل المسكين خفيف الذي يصدق أن ابنه أخطأ في حقه وكأنه ارتكب كبيرة من الكبائر أشاروا أخيرا على الاب أنه لابد أن يرد على الأبن. فقال عندها الأب الساذج البسيط الذى أصبح مسيطرا عليه من قبل المجموعة و مادة لسخريتهم :إن الولد فى العراق فكيف هي طديقه تربيته أو أرد عليه فيما اقترف من اثم فأقترح عليه أحدهم أن يأتي بمن يلتقط للأب صورة وهو جالس على المقهى و يدخن معسلة ويرسلها للأبن فى رسالة وبهذا يلقن الأب ابنه: العاق قليل الأدب درسا لا ينساه ،ويرد له بذلك الصاع صاعين، لأن المعسلة أصل أما السيجاره فهي فرع قياسا على منطق أرسطو وكل الجماعة الفلاسفة... وقد كان ذلك بالفعل ...
Post A Comment: