ماذا يمثل لنا المنطق ، القانون ، الواقع ؟
المنطق هو ما يتخذه الإنسان من قرارات حاسمة معتمدة اعتماداً كلياً علي العقل والتفكير العلمي المحسوب بدقة و عناية شديدة والتي تكون نتائجه محسومه متوقع لها النجاح المسبق ، فكل شئ يُبْنَي علي التفكير العلمي له نتائج معروفة مدروسة كأي عملية حسابية مهما حاولت فيها فلا بد أن تصل لنفس الناتج بأي طريقة كانت مهما اختلفت ، فهذا ينطبق أيضاً علي الأمور المبنية علي المنطق فهو يشبه العلم إلي حد كبير ولا يوجد أي خلل أو شك في نتائجه المضمونة .
أما القانون فهو كأي رادع يمنعك من ارتكاب الأخطاء أو الوقوع في الزلات لأنك تعلم النتيجة التي ستكون سلبية بالطبع وسوف تُعاقب علي اقترافك لذلك الذنب مهما كان بسيطاً فهذا القانون يضع عقوبة علي أي جُرم مهما كانت ضآلته فهو بذلك يمنع الناس من مجرد الاقتراب منه فيضعهم في دائرة الحذر حتي لا يحظوا بأي عقاب كان و أعظم قانون قد وُضِع للبشر هو القيم و الأخلاقيات و المبادئ التي حثنا عليها ديننا الحنيف فنحن نعلم أن بها الصالح لنا لذا فنحن ملزمون باتباعها حتي تستقيم حياتنا ولا نقع بأي ذنوب قد تورطنا في عقوبات نحن في غني عنها ، فكل شئ أصله الدين فلو وضعنا ذلك في اعتبارنا سنجد كل الأمور تسير بسلاسة و يسر وسنجد أنفسنا باغضين لطريق الخطأ لأننا نعلم نهايته السيئة المذرية الغير محبذه لأحد منا .
أما الواقع : فهو مجموعة الأحداث اليومية التي يمر بها المرء في حياته والمقترنة أيضاً بالقضاء و القدر الذي يُسيِّر حياة الجميع ويحدد مصيرهم وفقاً لتلك الأعمال التي يتبعونها و يختارون القيام بها ، فاستقبال تلك الأحداث بنفسٍ راضية قادر علي تغييرها نحو الأفضل بإرادة و قدرة ومشيئة الله القادر علي تطويع الكون لتلبية ما نريد إن اتبعنا المنهج السليم المُفتَرض السير عليه حتي تستقيم الحياة و تتزن وتريحنا ، وبهذا الأمر أيضاً يمكننا تغيير رؤيتنا للواقع من كونها رؤية سوداوية بحتة إلي رؤية أكثر إشراقاً ومرونة لعلمنا بقدرة الله علي تسيير الأمور بشكل يجلب الرضا و السعادة و الطمأنينة و الهدوء لقلوبنا و يمنحنا المزيد من الاستقرار النفسي الداخلي التابع لكل تلك العوامل السابقة ، فكل الأمور تتوقف علي شخصية المرء فمِنا مَن يمتلك فهماً عميقاً للحياة و يعرف كيف يتأقلم عليها و يُطوِّعها لخدمته فيما يتوافق مع الالتزام بالحدود الخاصة بها المتمثلة في الأصول الدينية التي تردعه عن ارتكاب الأخطاء و منا مَنْ يمضي دون الاكتراث بأي قواعد أو قوانين تَحْكُمه فيقترف الحماقات الواحدة تلو الأخري دون أدني تأنيب ضمير أو شعور بالذنب أو الرغبة في التراجع أو التوبة أو الحياد عن ذلك الطريق الوعر الذي اختار السير به ألا وهو طريق الشر ، فالإنسان مُخيَّر يعرف كيف يميز بين كلا الطريقين و النهاية المعروفة لكل منهما وعليه أن يُميِّز ويفاضل بينهما ويدرك أيهما الأفضل له والأصلح لحياته التي قد يودي بها للهلاك إن اختار طريق الشر ، فعليه أن يُحكِّم عقله قبل البدء بأي الطريقين ويحدد ما مغزاه من السير به و ما النهاية التي تنتظره لعلَّه يعي خطورة اختياره و أهميته ، فليركز دوماً قبل الإقدام علي أي خُطوة بحياته مدركاً لكم وضخامة العواقب التالية لها وسيتمكن من اتخاذ القرار السليم الذي يجعل واقعه أفضل و أكثر رقياً بكل يقين دون إلقاء اللوم علي مجريات الأحداث و كأنها شماعة يعلق عليها نتيجة أفعاله الذي يُعَدْ المتسبب الأول في كونها صائبة أم خاطئة وفقاً لطبيعة اختياراته ، فهو يملك عقلاً يُمكِّنه من التفكر بروية وتريث وتأنٍ قبل الإقبال علي أي أمر في الحياة مهما كانت بساطته وفقاً للمنطق و القوانين التي ترسم إطار حياته بحرفية شديدة وبراعة فائقة والتي دونها سوف يغرق ولن يجد من يساعده علي النجاة إن لم يكن الالتزام نابعاً من أعماقه المترسخ داخلها بالفطرة الفارق بين الخير و الشر ، الصواب والخطأ وعليه أن يقرر أيهما يختار وإلي أي طريق ينحاز ...
Post A Comment: