أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن القدوة الحسنة فى الحكمة من تعدد زواج النبى صلى الله عليه وسلم وتحدثنا عن زواجه من أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها
واليوم بإذن الله تعالى نعيش مع أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث رضى الله عنها مستلهما من الله البيان وعصمة اللسان من الوقوع فيما يجعل القارئ حيران
راجيا من الرحيم الرحمن أن تُسعد مقالتى من تحركت بقراءتها شفتاه ووعاها قلبه ورجى بذلك القبول ورضا الرحيم الرحمن
مستدلا بما جاء فى القرآن ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِی رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةࣱ لِّمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ ٱللَّهَ وَٱلۡیَوۡمَ ٱلۡـَٔاخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا ٢١ الأحزاب
السيدة جويرية بنت الحارث رضى الله عنها
عن عائشة رضى الله عنها:لما قسم رسول اللَّه صلّى الله عليه وسلم سبايا بنى المطلق
وقعت جويريةبنت الحارث فى السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لإبن عم له فكاتبته على نفسها وكانت إمرأةً جميلة لايراها أحدٌ إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينهُ فى كتابتها قالت عائشة : فوالله ما رأيتها على باب حجرتى فكرهتها فدخلت عليه صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله أنا جُويرية بنت الحارث بن أبى فرار سيد قومه ،وقد أصابنى من البلاء مالا يخف عليك فوقعت فى السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لإبن عم له فكاتبته على نفسى فجئتك أستعينك فى كتابتى قال فهل لك فى خير من ذلك قالت وما هو يارسول الله قال :أقضى عنك كتابتك وأتزوجك قالت نعم يارسول الله قال قد فعلت قالت وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج إبنة الحارث بن أبى فرار فقال الناس أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرسلوا ما بإيديهم إحتراماً وتقديراً لمصاهرتهم للنبى صلى الله عليه وسلم قالت فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيتٍ من بنى المصطلق فما أعلم إمرأة كانت أعظم على قومها بركةً منها ذكره ابن الأسير ج٢ ص٢١٠
وكانت قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إبن عمٍ لها يقال له عبدالله وقيل كانت عند مسافع بن صفوان المصطلقى
وفى قول لإبن هشام أنه إشتراها من ثابت بن قيس وأعتقها وتزوجها وأصدقها أربعمائة درهم وقيل كانت تدُعى بُرة فسماها النبى جويرية وتوفيت سنة ٥٠ه عن خمسٍ وستين سنة
القدوة الحسنة فى زواجه صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين السيدة جويرية بنت الحارث
١-حفاظ النبى صلى الله عليه وسلم على جمالها ودفع أعين الناس عن النظر إليها بزواجه صلى الله عليه وسلم منها لتتحول من إمرأة ذات مطمع إلى إمرأة لها فى المجتمع كيان أخلاقى وإنسانى بعدما أصبحت أماً لكل المؤمنين قال تعالى ﴿ٱلنَّبِیُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَ ٰجُهُۥۤ أُمَّهَـٰتُهُمۡۗ وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضࣲ فِی كِتَـٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُهَـٰجِرِینَ إِلَّاۤ أَن تَفۡعَلُوۤا۟ إِلَىٰۤ أَوۡلِیَاۤىِٕكُم مَّعۡرُوفࣰاۚ كَانَ ذَ ٰلِكَ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ مَسۡطُورࣰا﴾ [الأحزاب ٦] وفيه دعوة إلى الزواج من الجميلات حفاظاً عليهن من الفتنة
٢-عرض الرجل الزواج من المرأة إذا خاف عليها الفتنة ويتحقق من عرضه كمال المراد ومراد النبى صلى الله عليه وسلم فك أسر بنى المصطلق ودخولهم فى دين الإسلام
ليتعلم الناس أن الزواج مبنىٌ على المودة والرحمة وليس على القطيعة والملحمةيتجلى ذلك واضحاً فى سلوك النبى صلى الله عليه وسلم حين قال فهل لك فى خير من ذلك قالت وما هو يارسول الله قال :أقضى عنك كتابتك وأتزوجك قالت نعم يارسول الله قال قد فعلت
٣-جواز ذهاب المرء إلى من يتوسم فيه تفريج كربه يتجلى ذلك فى سلوك السيدة جويرية حين ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت يارسول الله أنا جُويرية بنت الحارث بن أبى فرار سيد قومه ،وقد أصابنى من البلاء مالا يخف عليك فوقعت فى السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لإبن عم له فكاتبته على نفسى فجئتك أستعينك فى كتابتى قال فهل لك فى خيرٌ من ذلك قالت وما هو يارسول الله قال :أقضى عنك كتابتك وأتزوجك قالت نعم يارسول الله قال قد فعلت
٤-جواز إدخال السرور والمنفعة على أهل المرأة إن كان الرجل يملك ذلك إكراما لزوجته وإحتراماً للمصاهرة التى من شأنها أن يذوب الأصهار بعضهم فى بعض فرحاً وترحاً ورفع العناء عنهم فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بنى المصطلق
الحكمة من زواجه صلى الله عليه وسلم منها تأليفٌ لقومها وسبب لتحرير نساء بنى المصطلق مما نتج عنه عدم عداوتهم للمسلمين
وأُهيب بالمسلمين أن يحذوا حذو النبى صلى الله عليه وسلم مع أصهاره وأنسابه لتحقيق الغاية المرجوة من المصاهرة وهى الحب ورفع العناء
لعلنا نقتدى بهدى سيدنا الرسول ليكون طريقاً للوصول إلى مرضاة الله وسيدنا الرسول
وإن كان فى الأجل بقية فالحديث موصول مع أمٍ من أمهات المؤمنين وزوجة لسيدنا الرسول وإن كانت الأخرى فالأعمال بالنيات والأجر عند الله مرجو ومأمول
Post A Comment: