هربت ولم استوعب كم من المسافات قد قطعت وكم من الأميال تخطيت..
#البداية(المشهد الأول)
-إنه وفي أحدى السنين التي كُتبت بحبر الذكريات وعُلقت على جدار الماضي، قد كان القلب مفعمٌ بالحيوية يتلحفه الأمان كنت أسير بخطى مباركةٍ دون أن أضل الطريق..
أداعب الأرض بهدوء فيحلو ممشاي عليها كانت تُشعرني وكأنها تغار عليّ من حصاها، ورملها، وطينها الناعم من شدة لطف قدماي على المسير..
-كطفل حديث الولادة أحتضن نفسي بين الحين والآخر وأشتم عبق الروح الطهور فيني، أرتشف جرعات الأمل فيتشكل عندي مناعة ضد الإنكسارِ والسقوط فيشتد عودي..
-كاالورد يخاف أن يفتح أوراقه فيمتص النحل رحيقه علماً بأنه كان لا يزال برعم صغير لا يعلم تقاليد النحل ولا طقوس ملكتهم على الورد ، كان ينتظر موسم الأمطار فيسقيه من قطراته الحب كي ينمو ، ثم يطرق النسيم أبوابه داعيه بأن يخرج للنور وهو لازال خائف يختبئ في رحم الأغصان...
-كغيمتان تعانقتا فسقط المطر من بطنيهما محدثا إيقاعاً موسيقياً ينعش القلوب ويعيده إلى سيرته الأولى .
#ما_بعد_البداية(المشهد الثاني)
ما الذي يحدث ؟
لماذا إنطفئت كل المصابيح في القلب؟
إن ظل القلب هكذا منطفئ فسوف يحل الظلام في الجسد كله..
-أرى الجزء الآخر مني هناك بين الأشجار الضخمة في أحد غاباتي الإستوائية شائكة الأغصان تلتف حول نفسي فتعيق سيري ..
-وها أنا أركض نحو السراب والمجهول يلاحقني تبددت تلك الخطى المباركة ومات تحت أقدامي ألف الطريق ..
-نجوت من غاباتي أخيراً وتنهدت تنهيدة الحظ السيئ ، ولكن ليس بعد لم يكتمل المشهد.. تدحرجت إلى رمال قلبي الحارقة كَكُرةً هاربة من لأعبٍ أحمق غاضب من خسارته ..
-أصبح جسدي ثقيلاً لا يستطيع أن يحملني قد خارت قوته ؛ يترنح كمن أثملته الدنيا بكؤوسها وها هو يتمايل ويفقد اتزان الخطوات..
-اغوص ثم أنزلق ثم أنهض ثم أتدحرج مرة تلو الأخرى رافضةً الهزيمة ..
-أنفاسي المتقطعة يكاد صوتها يسمعه الأموات ؛ تعبت من مطاردت السراب بظني أن الماء قريب ولساني يسدلُ من فمي من شدة ظمئه ، كما الستار عندما يسدل على المسرح في نهاية كل مشهد..
-أدركت شيئًا واحدًا فقط حينها بأن حياتي هي المسرح، تدور أحداثها في داخلي ؛ أنا المؤلف، وأنا المخرج ،وأنا من يجسد الشخصيات، أنا المشاهد، وأنا في الآخر من سينزل الستار بعد نهاية كل مشهد، والنهايةُ الحقيقية إما سعيدة أو تعيسة وهذا ماسيحدده الله..
Post A Comment: