من أصدقاء الطفولة: مرح خفيف الظل، لا يعرف الصمت أغلب الوقت ،كثير الأصدقاء ،لا يشبع من الطعام قط... يسبب له حبه لأرغفة الأسمر إحراج شديد وخاصة فى مطاعم الفول والفلافل فى مطاعم دمياط . كان يشكو لي أحيانا أن عشقه للخبر الأسمر الذي يتناول منه كمية كبيرة في الوجبة الواحدة ،وبنهم شديد ،فكان عندما بتناول ثمانية أرغفة ولسان حاله يقول: هل من مزيد فى افهو أشعبي المذهب قلبا وقالباً وعلى الدرب يسيرو بل صاحب قدرات خاصة.... وكان فى ذلك الوقت بقوم صاحب المطعم بسؤال الزبون عند الحساب حتى يضيف ثمن الأرغفة فوق الغموس ... وكان يسألني دائمآ هذا الصديق كيف الخروج من هذه الورطة والمأزق ، والحرج الذى يتعرض له عند الحساب  في كل مرة يلتهم الأرغفة التي يعشقها بعدد وفير....  وبعد تفكير عميق من جانبي بعد أن سندت خدى على قبضة يدى اليمنى ثم سحبت السبابة داخل شعر رأسي ذهابا وجيئة حتى استقرت قرب عيني وكأنى انتزعت الفكرة من تلافيف مخي  ... فاقترحت عليه بعدها  أن يخبر صاحب المطعم أنه تناول خبز أبيض. لأنه ثمن الرغيف الأبيض كان يعادل ضعف الأسمر بتعريفة وكان قرش صاغ والأسمر بتعريفة  (أي نصف قرش ) فنختصر بذلك نصف عدد  الأرغفة فوجدها فكرة سديدة ومخرج معقول وتستحق التنفيذ على الفور  ... ثم أقنعته  أيضا أن هذا ليس كذبا لأنك تدفع ثمن  الخبز الأسمر باسم الأبيض وهذا يجوز شرعا ولا شيء فى ذلك والله أعلم  بنوايانا وربك رب قلوب هكذا أفتيت صديقي الذى لا يشبع والجائع دائمآ ...  فعندما كان  يتناول ثمانية أسمر. ثم يقسم لي بعدها لم يشبع ثم   يخبر  صاحب المطعم  أنه تناول باقتضاب أربعة أبيض ويخبره عن الستة: بثلاثة أبيض حتى يذهب عن نفسه  الحرج  وهو يعلن عن الرقم الحقيقي للأرغفة لصاحب المطعم ...لأننا كنا نرى بعض الأشخاص يتناول رغيف واحد ثم نصفه ساخرين بأنه مريض ولا يقوى على الطعام، لأننا كنا نعد الرجل الصحيح بكثرة الأرغفة التي يلتهمها   ... 
وفى يوم كنا  نجلس على مقهى فى سوق الحسبة نشاهد مباراة كرة قدم  وجدنا أحد أفراد مجموعتنا يهرول تنسحب على وجهه علامات الفرح وكأنه  يزف بشرى لملك إنتصار جيشه في معركة ثم أخبر صديقي عاشق الخبز الأسمر أنه: بعد طول بحث طويل فى المدينة من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها بأنه : عثر خلال بحثه على مطعم لا يعد الأرغفة ....







Share To: