السلام عليكم ،
هناك فرق بين كلمات قيلت وكلمات قصدت فبأي عمر سنعي و ندرك الفرق بين كليهما بأي عمر سيزداد نضجنا و وعينا و نفهم بأن أفئدة الآخرين ليست بالنقاء الذي نظنه دائماً ليست بذات التفكير الذي نملكه ليست بتلك البراءة التي اختفت و انقرضت منذ عقود ، فلنعلم دوماً ونتقبل بأنه علينا أن نراعي أننا نتعامل مع أناس مختلفين عنا في الطباع والتفكير والنوايا و الأخلاق و لنبني تعاملنا علي هذا الأساس فهذا ليس عيباً أبداً فلقد خلقنا الله مختلفين لنكمل بعضنا البعض و ليس لكي نصبح بذلك اللؤم والخبث و التعامل السيئ تجاه بعضنا و الظن السيئ و التكبر والتعالي و غيرها من الصفات السلبية التي تجعل مَنْ تتعامل معه يفقد توازنه أحياناً و تهتز ثقته بنفسه لأنه يحمل نوايا طيبة ويتعامل بحسن نية مع الآخرين ولا يُخوِّنهم أو يأخذ حذره منهم ولكن من الواضح أنه من المفترض أن نتبع هذا الأسلوب في البقية من حياتنا حتي لا نعاني ما عانيناه مسبقاً في الماضي ولنتخذه عِبرة لنا وعِظة لكي نصبح أكثر وعياً و حرصاً وحذراً من ذي قبل حتي لا نقع بنفس الفخ و بنفس المشكلات ، فالمرء عليه أن يتعلم من أخطائه لا أن يكررها فتلك سفاهه و مضيعة للوقت فالإنسان من الطبيعي أن يُخطِئ ولكن تنوع تلك اﻷخطاء يُكسِبه مهارة التعامل والتعلم أما الوقوع بنفس الخطأ فلا يعني شيئاً سوي أنه شخص صفيق لا يود أن يتطور أو يغير من نفسه أو يتعلم من أخطائه ﻷنه يُصِر علي تكرارها بنفس الطريقة المذرية ، فاﻹنسان قابل للتطور كما يتطور و يتقدم العالم من حوله فالتغير أصل نابع من داخل المرء ونفسه كما هو الحال علي الطبيعة المحيطة به كتغير الفصول و تبدل أوراق الأشجار في الخريف فعليه أن يصبح مرناً قابلاً للمد والجزر ، للتشكيل كالصلصال ولا يسير علي نهج واحد طيلة الوقت حتي يجد أنه قد وصل للوضع الذي يتمني أن يصبح عليه في يوم من الأيام فهو ليس بأمر صعب ولكن عليك أن تمرن ذاتك علي القيام بذلك فلن يساعدك أحد سوي نفسك ...
Post A Comment: