في فترة الشباب ، وربيع العمر وصبوته الذي يتراءى للإنسان كجمال الصبح الوليد الذي لا بشيخ ابدا :تغلب على الشخص وتصبغ حياته وتملي على الكثير من: تصرفاته صفات الاندفاع ،والعجلة ،والجرأة ،والقوة ،والانطلاق ،والمغامرة ،وتضخم الذات ،والأحلام الكبرى التي كانت محملة بزفرات روحه وشغاف نفسه ،وكأن الدنيا تضيق على اتساع أمنياته وأماله وما سيحققه في قابل الأيام تكون هذه الصفات الأبرز التي تخلفها أفعاله على أرض الواقع حتي يبدو لناظره أن صوت العقل توارى أو اقترب من الاختفاء في تلك الفترة أو يظهر على استحياء بجانب الاندفاع القوة والاندفاع التي لها النصيب الأكبر من السيطرة على قيادة دفته ... و أن الحكمة ،والخبرة ،والتجربة لها مكان لها الآن ولهذا سبب فهو لا يبنى على مثال سابق فهو لم يعش قبل ذلك حياة سابقة ، فلا يملك مقياس يفرق به بين أفعاله هذا خطأ فهو في رحلته لا يصل أبدا ولا يكف عن المسير فهو لا يحترق ولا يرتوي فهو دائماً أبدا ؟ ،ولا يوجد كنترول ينظم فوضاه التي تفرضها نفسه ،وعقله على الكون فهو لا يخضع إلا لصوت الانطلاق، والمغامرة يعيش تحت فكرة وتأثير الأنا الآمرة الحالمة المتضخمة.....ثم تمر الأيام ،والسنون ،ويكتسب من الحياة كثيرا من الحكمة...... و من تجاربه الكثير من أسرار الحياة ...حتى أصبح هو: جزء من كل ما سبق من تجاربه المعاشة ..... فكل حكمة يستخلصها وتجربة يكتسبها يفقد في مقابلها شيء من قدرته على الفعل.... فعندما يحصل على الحكمة ،والتجربة يكون قد فقد كثيرا من قوته.....ففي الصغر تكون القوة ،والإرادة .والمغامرة والانطلاق وتضخم الذات ....،والأحلام الكبرى مع غياب الحكمة.... ،وفي الكبر تكون الحكمة والتجربة مع غياب القدرة علي الفعل وتلاشي الرغبة و الأحلام ،و عدم الميل للمغامرة والانطلاق ، واستسلام للأمر الواقع، وكأنهما أتفقا أن لا تلاقيا ..
والأمر الاكثر غرابة أن من عانى التجربة وكابدها من الشيوخ عندما يرغب بهية وبث هذه الحكمة التي حصلوها في نفوس الأبناء والأجيال المقبلة لتكون زاد ونبراس للطريق فيرفضون الحكمة النظرية المعلبة أتساءل هل الفعل والممارسة هما التجربة الحقيقية أعتقد ذلك ... ليمارس كل شخص الحياة لحسابه الخاص ليقف أمام الكون وحده عارياً في محاولة لإثبات ذاته... لأنه يرفض الحياة المعاشة سلفا من غيره فهو يفضل المغامرة من جديد حتى لو أخطأ ،لتكون لتجربته التفرد بعد بث فيها من أعماق مشاعره وزفر فيها من روحه...ليكون هناك ثراء في التجربة بقدر من يمارسها ويكابدها مثل الآباء ... ثم ترفضها الأجيال الجديدة...ليقفوا هم أيضاً في تلك المنطقة الرمادية الضبابية فلا هم احترقوا ،ولاهم ارتوا ,فلا وصول ولا هم كفوا عن المسير
........دنيا....
...
Post A Comment: