عاد أيلول كعادته لكن بخطوات أشبه بالمضنية-أشبه بالبطيئة.
عاد مثقلاً حزيناً منهكاً كعجوز عاد من سفره يحمل لأولاده خيبة الغربة ، و ظروف السنين التي جارت عليه.
عاد أيلول وما زالت الليالي حبلى بالألم ،وسحب الأيام شاحبة ولم تمطر بعد مشاورات السلام ..عاد والأرصفة تفتقد إلى أحذية العابرين وإلى من كانوا يتكؤون عليها كل صباح ويقرأون أعدد الصحف والجرائد والمنتديات ..
عاد وابتسامة الأطفال مشلولة من صراخ الأمهات ، واهتزاز الأرض ، وتساقط أسقف المنازل .
عاد أيلول والمقاهي حزينة كشفاه الزوار التي تتوق الآن إلى معانقة أقداح القهوة والشاي وأماكن الذكريات.
عاد أيلول لكنه مرهقٌ كإخوته التعساء، ملطخاً بالدماء كأسطح ميدان التحرير وجدران صنعاء وأبوابها - ووحده صوت أيوب من يدندن في أذهاننا ويواسي دموعنا ويعيد لنا الكثير من الأمنيات والأحلام المتناثرة.
Post A Comment: