الثانية والنصف بعد منتصف الليل
ونسمات أيلول اللطيفة
تداعب خصلات شعري..
عدت اليوم أحتضن عادتي اليومية
بعد انقطاع دام أيام.
أنا والليل وطيف اللقاء
لاشيء هنا سوى الصمت
أقذف أولى سجائري بأحضان الظلام
لأترقب بتمعن رهيب وميضها المسافر
في الهواء يتلاشى يندثر 
منها شرارة لطيفة بعد ارتطامها بحافة الرصيف
هدوء رتيب من حولي 
الجميع نيام يضاجعون أحلامهم
المدفونة في عقلهم الباطني
وأبقى أنا والكيانات نطارد اليأس
في مشية مترنحة
لا أصوات سوى حشرات الليل
تعزف على أوتار متقطعة.
هدوء مقيت لست بمزاجي اليوم

هي الرتابة وتمردي على النوم
وقلة من الأفكار حول ماحدث
وياترى ماذا سيحدث
في الأيام القليلة المتبقية لي
في هذه البلاد
يعتريني الحبور تارة
وأخرى شيء من الحزن
ثم تغرق كل مشاعري في أخاديد القلب..
هل تراني في حالة من ضياع..
أحاول إيجاد نفسي من جديد
بعد سنوات الشتات
أم هو الإمتعاض من مرارة 
الواقع المكفهر 
كل الاشياء هنا في بلادة غريية
المباني سيارات مركونة
وبضع زجاجات كحول فارغة
في قارعة الشارع 
مخلفة برهان  لعالم سوداوي 
يقتله الشذوذ والإدمان
حتى
 الأشجار متصلبة كأعمدة الرومان..
منتصبة في شموخ سيادي مقزز
 ..ثكلى تندب بصمت 
 الأثر الذي
خلفته الوداعات بظلها
كم لقاء وكم وداع وكم قصة
بدأت وانتهت بجانب جذعها
الهرم..
كأن الدنيا خاوية خالية
صحراء عقيمة 
فرت منها الأجساد البشرية 
مذعورة 
لاشيء أكثر من هذا 
هو الشعور باليأس في سكون داخلي  ألم يتعصرنا 
إزاء ماحدث لتلك الوجوه المسلوخة
من شدة الصفعات
لا وليدة للروح سوى الدمامل على جدرانها
فهل من معجزة تنقذ هذا العالم
من هلاك محتم
أين الله من كل هذا
 بيادرنا محروق قمحها
والدخان بفتك برئاتنا
عاثت بنا الشياطين خرابا  
فلا حول لنا ولا قوة
صوت العقل غاف 
والضمير في سبات 
وها أنا ذا  أفوق من جنون
فكري
 أسدل ستارة الليل على قلبي..
في شرودي المعتاد
تعلن الأجوبة فرارها من 
فضاء رأسي
ليعود صندوق فارغ
لاشيء به سوى 
صورة لهذا اللقاء
وقلة من ترانيمها
 يحتضن أجفاني النعاس
على شوقي لها أنام







Share To: