حديث الجمعة 

           القدوة الحسنة     ١٨
تابع موضوع بعض خصوصيات النبى صلى الله عليه وسلم
أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن بعضٍ من خصائص النبى صلى الله عليه وسلم التى إختصه الله عز وجل بها عن سائر الأنبياء واليوم بإذن الله عز وجل أحدثك عن بعض الخصائص التى إختصه الله عز وجل بها عن سائر البشر مستعيناً بتوفيق الله عز وجل وما صح من أثار وما دلت به الأخبار التى فضله الله عز وجل بها عن سائر البشرية فى جميع الأمصار وإليك بعض هذه الخصائص
بعض خصائصه التى إختصه الله عز وجل بها على أمته 
يوجد بعض الأحكام الخاصة به عليه السلام ويخالف بها أمته 
أولاً ما إختصه الله عز وجل به صلى الله عليه وسلم من الواجبات والغرض منها زيادة الزلفى والدرجات منها 
١-الوتر وركعتا الفجر روى الحاكم في المستدرك وأحمد والطبرانى (ثلاثٌ علىَّ فرض وهن لكم تطوع الوتر وركعتا الفجر والضحى ) وإن كان فى الضحى خلاف فى فرضيتها عليه صلى الله عليه وسلم ونُقل عن ابن حجر أنه لم يثبُت ذلك عنده فى خبرٍ صحيح
٢-صلاة الليل قال تعالى ﴿وَمِنَ ٱلَّیۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةࣰ لَّكَ عَسَىٰۤ أَن یَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامࣰا مَّحۡمُودࣰا﴾ [الإسراء ٧٩] ونُقل عن الشافعى نسخ فرضية قيام الليل عنه صلى الله عليه وسلم رأفةً به وللتفرغ لمهام الدعوة بإعتبار أنها عبادة لا تقل عن قيام الليل قدراً وأجراً وقد تفوق ذلك 
٣-الأضحية لقوله تعالى  ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ ۝٢ ﴾ [الكوثر٢] ولما رواه الحاكم عن إبن عباس رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال ثلاثٌ هنَّ عليَّ فرائض وهن لكم تطوع النحر والوتر وركعتا الفجر 
٤-قضاء دين من مات مسلماً معسراً لما جاء فى حديث مسلم أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفىٰ وعليه دينٌ فعلىَّ قضاوءه ومن ترك مالاً فلورثته 
٥- أنه كان صلى الله عليه وسلم يلزمه أداء فرض الصلاة بلا خلل والمراد به مالا تبطل به الصلاة لكمال إيمانه وعصمته عن نقص الفرض إلى غير ذلك مما أوجبه الله عليه خصوصية له على أمته 
ما إختُصَ به صلى الله عليه وسلم مما حُرم عليه  والمراد بذلك ما هو محرمٌ عليه صلى الله عليه وسلم وهو جائزٌ فى حق أمته قال السيوطى فى الخصائص الكُبرى وفائدته التكرُمة حيث تنزه عن سِفاف الأمور وحُمل على مكارم الأخلاق ولئن أجر ترك المُحرم أكثر من المكروه 
ومن هذه الأمور 
١- تحريم الزكاة عليه وعلى اله لما رواه أبو هريرة قال أخذ الحسن بن على رضى الله عنه ثمرةً من ثمر الصدقة فجعلها فى فيهِ فقال النبى صلى الله عليه وسلم سخ سخ ليطرحها ثم قال أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة رواه البخاري 
وكذا يُحرم صرفُ النذر والكفارة إلى آله عليه السلام 
وفى صدقة التطوع قولان منعهما المالكية وجوزها غيرهم 
٢-تحريم أكل مالَه رائحةٌ كريهة كالثوم والبصل لما جاء فى البخارى( أن النبى صلى الله عليه وسلم أُتى بقدرٍ فيه خضِرات من بُقول فوجد لها ريحاً فسأل فأُخبر بما فيها من البُقول فقال قربوها إلىَّ فلما رأهُ كره أكلها وقال فإننى أُناجى من لا تُناجى) ولم يُحرمها على أصحابه  
٣-الكتابة والشِعر لقوله تعالى (وَمَا كُنتَ تَتۡلُوا۟ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَـٰبࣲ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِیَمِینِكَۖ إِذࣰا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ ۝٤٨﴾ [العنكبوت-٤٨] وقوله تعالى ﴿ وَمَا عَلَّمۡنَـٰهُ ٱلشِّعۡرَ وَمَا یَنۢبَغِی لَهُۥۤۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرࣱ وَقُرۡءَانࣱ مُّبِینࣱ ۝٦٩ (يس٦٩)
وهل هذه خصوصية دون الأنبياء قولان بين مانعٍ ومُجيز 
٤-نزع لامَتَهُ إذا لبسها للحرب حتى يُقاتل أو يحكم الله بينه وبين عدوه لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم حين لبس لامة الحرب فى غزوة أُحد وأسف الصحابة على وقفتهم الشديدة على الإملاء فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأيهم وطالبوه أن يخلعها فقال لهم ما ينبغى لنبىٍ إذا لبس لامتهُ أن يضعها حتى يُقاتل ويحكم الله بينه وبين أعدائه 
٥-المنُ ليستكثر لقوله تعالى ( وَلَا تَمۡنُن تَسۡتَكۡثِرُ ۝٦ ﴾ [المدثر ٦] والمراد والله تعالى أعلم التوجيه السديد له صلى الله عليه وسلم فى تهذيب العطية والإخلاصُ فيها لله كى لا يُعطى عطية يأخذ أكثر منها 
٦-عدم مد عينيه إلى ما مُتع به غيره وإن كان الأصل فى جميع الخلق الرضا بالمقسوم وعدم النظر إلى ما فى يد الغير ولكن من كمال بشريته ونبوته ورسالته أن لا يتطلع إلى ما عند غيره قال تعالى ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَیۡنَیۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦۤ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِیهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَیۡرࣱ وَأَبۡقَىٰ﴾ [طه ١٣١] 
٧-نِكاح الكتابية لأن أزواجه أمهات المؤمنين وزوجاً له فى الأخرة ومعه فى درجته فى الجنة ولأنه صلى الله عليه وسلم أشرف من أن يضع مائه فى رحم من لا تدينُ بدينه 
إلى غير ذلك من الأحكام التى خالف فيها عليه السلام أمتهُ وهى من خصوصياته صلى الله عليه وسلم والتى لا يتسعُ المقام لذكرها 
وإن كان فى الأجل بقيةٌ فالحديثُ موصول فيما إختصه الله به من مباحات راجياً من الله التوفيق وعدم الوقوع فى الزلات ورفع الدرجات لى ولكل القارئين والقارئات. 






Share To: