حبيبي مُنْذُ قبل أن أَكُون…
مُنْذُ قبل ان تُغْرَسَ الشموس و تُبحر النفوس
حتى لو كنا أردنا أن نفترق قبل أن نلتقي، لما كنا فعلنا
و هل تقوى …
ذرة الرمل في كثبان الصحاري أو ظلمات البحارِ
أو سابحة مع الرياح صَوْبَ غربة الأصقاع ،
هل تقوى عن نفسها أن تنفصل و تنشطر
و هل يقوى …
أو يهوى عبير الوردة عن بتلاته أن يبتعد و يغادر
رغم أنه مع رسائل العاشقين يسبح و يسافر ،
و مع آهآت الشعراء و المحبين يحلق و يهاجر
و هل النجمة…
في علياء السماء تقوى على فراق نورها و حضن السماء
فكيف أقدر و أقوى
و أنت و أنا الذرة و الصحراء
و أنت و أنا العبير و البتلات
و أنت و أنا النجمة و السماء
و أنت و أنا النور و الضياء…
حين إعترفنا بحبنا يومها
تفتقت نجمة على محيا السماء
و أينعت ذرة رمل فِي خوالي الصحاري
و فاح عبير وردة عبر الكون و المساء
حين إعترفنا بحبنا لحظتها
كان شاعر ينتظر حبيبته و قصيدته عند شرفةالغسق
شهد نجمة تولد من رحم القِدَم
و أبصر ذرة رمل تزهر من قلب العدم
و صادف عبيًرا لم يعبر قَلبه قبل أو بعد ذلك اليوم
كل الكلمات التي لم نقو على قولها لحظتها أرعدت وميضًا في قلب و مجاهل الشاعر، و أردته مشدوها مثلنا بصعقة العشق و قدر الحب،
فالحب قدر…
، يضرب كالبرق بدون قصد أو نذر ، يهطل فجأة كالمطر بدون إذن أو أمر، أرضاً يروي و يزهر ، أرضًا يغرق و يدمر ، و أرضًا ميتة لا يروم او يرمي كأنها الجدب أو الحجر،
يومها حبيبي
حين إعترفنا بحبنا
قال الشاعر أن الشمس أشرقت مرتين ذاك اليوم
و أن الفصول اتحدت و انفصلت لحظات تخالها عصور ، في ألوان و موجات من غمام و هيام
يومها حبيبي
قطف الشاعر قصيدتنا
من شعاب الشهب و محار النجم
و أهداها لحبيبته و للعشق و الغسق
حبيبي
يا حلاوة المرار
يَا كرز أيآر
يا ابتسامة الشمس للحقول
يا وصية الغروب لليل و سر الفصول
وَ إن…
نسيتني
فأنتَ أنا لآ أنسى
و كيف أفعل و أنت آية نَفْسِي
و غآية نَفَسِي
و إن نسيتني يا حبيبي
فأنتَ أنا لآ أنسى
فمثلي لآ يّنْسَى و مثلك لآ يُنْسَى
حبيبي
يا أنا البعيد
مُنْذُ قبل أن أكون و بعد أن لآ أَكُون
إذا أوجَعَتْ يومًا قلبَكَ رَعشةُ إسمي
فأعلم أنني هناك أنتظرك
عند ضفاف بحيرآتِ القمر
إنني هناك أنتظرك
لنكمل عزف حكايتنا
تحت زخات مطر القمر
نقرأ صحف عشقنا القديم
و ننصت لرعد قدرنا الأقدم
خالد صابر
دبلن، ٢٢ سبتمبر ٢٠٢١
Post A Comment: