بداية نرى ترجيح وقوة رأي من يقصر وجوب أحكام التجويد على القرآن الكريم فقط .. دون سواه ؛ فلا يشمل السُّـنَّـة النبوية المطهرة ..
كما لا يشمل ألفاظ الأذان أيضاً ....
ومـقـابـل هــذا الـراجـــح
١- رأي يقول : يُستحبُّ التجويدُ في تلاوة السُّـنَّـة أيضاً ..
٢- ورأيٌ ثانٍ يقول: بل ويُستحبُّ في الأذان؛
لأنَّ العرب هكذا كان كلامها وحديثها في مخاطبتهم بعضهم بعضاً
وهو كلام ضعيفٌ كما قال كثيرٌ من أهل العلم ... والله أعلم..
فالراجح أن التجويد خاصٌّ بكلام الله تعالـى في تلاوة القرآن الكريم وحده .
وَأَخُصُّ بالحديث هنا أداء الأذان ؛ لأنه قد وردني سؤالٌ بشأنه:
فـنــقـــــول:
هناك من أحكام التجويد عند القُرَّاء ما توجبه اللغة العربية في مخارج الحروف، وحركات الإعراب، والخطأ فيها يُسمى عند القرَّاء باللحن الظاهر أو الجلي، فهذه تجب مراعاتها في الأذان؛ إذ في تركها خروج عن العربية، وإخلال باللفظ، وقد اشترط الفقهاء في صحة الأذان أن يكون باللغة العربية.
أما أحكام التجويد التي لا توجبها اللغة العربية كالغنّة والإدغام، والتي يُسمى الخطأ فيها عند القرَّاء باللحن الخفي، فيستحب تطبيقها في الأذان من غير إيجاب؛
إذ في مراعاتها تحسين الصوت، وقد اتفق الفقهاء على استحباب تحسين الصوت في الأذان.. والله أعــلـــــم.
ومعروف أن المؤذن إذا وقف على حرف ساكن كوقوفه على جملة أشهد أن لا إله إلا الله فيُشرع حينئذ المد الطويل لوجود سببه وهو السكون، وهذا المد قد يصل عند بعض القراء إلى ست حركات كحمزة ونافع من رواية وَرش.
وكذلك في معظم الوقوف في الأذان تجد المد العارض للسكون.. مثل( الله ) و ( الصلاة ) و ( الفلاح ) فالأمر فيه سعة بحمد الله تعالـى .
لكن كلمة « الصلاة » لها في الأذان موضعان في قول : «حي على الصلاة » فهنا يجوز مدها ؛ لأنه سيقف عليها ، ويكون المد له سبب، وهو : وجود السكون العارض لأجل الوقف بعد الألف المدية.
لكن لا يجوز مدها في قول : « الصلاةُ خير من النوم» لأن التاء مضمومة حيث لم يقف عليها ، فالمد هنا لا سبب له...
هذا عند مَن يتشدد في قضية استحاب الإتيان بأحكام التجويد في الأذان كما في القرآن تماماً .. ولسنا ممَّنْ يقول بذلك.
وبـوجــهٍ عــام.. انـتــبــــه!
حتى عند من يقولون : ان التغني بالأذان والتطريب فيه بزيادة الألحان مكروه ..
لكن لايترتب عليه بطلان الأذان إذا لم يغير المعنى.
وخُـــلاصـــــة المُـخـتــار عـنـدي شخصياً:
أنَّه إن كان الأذان بدون لحن يُغيِّر المعنى فإنه جائز شرعاً، ولو زاد في مدِّ كلمة الصلاة والفلاح ولفظ الجلالة، ولا يكون بذلك آثماً إن شاء الله تعالى.
أمَّا اللحن الذي يغيِّر المعنى، مثل المد في همزة (الله أكبر) فيقول بعضهم (آلله) أو يقول (آكبر) أو يمدُّ الباء، فكلُّ هذا غير جائز.
والتجويد على الراجح من القولين عندي:
أنه خاصٌّ بالقرآن الكريم .
هــٰــــذا والله أعــلــــــم.
Post A Comment: