على حائط الجدار القديم ؛ فى محافظة فى الجنوب  اشتهرت بالمواويل ؛ كان ادريس يحصد زرعه في غيطان ما بجوار النهر ؛ ذهب ليغسل يده فى النهر ؛ حتى رأى انعكاس صورته في ماء النهر أدرك أنه يملك من الوسامة ما لم يحظى به كثيرا من أبناء الجنوب !! نظرا بتجاه الصوت القادم فوجد زوجته أحضرت له الغداء هيا إحدى زوجاته التي وصل عددهم لعدد فصول السنه وان كان أطلق له العنان لكان جعلهم على عدد اشهر السنه سكبت الطعام فى الصحون ؛ وضعت الخبز رافعة حاجبها بشركسيه واستياء متلافظة على مسامعه : ابنك كان يبحث عنك تقصد من زوجته الأخرى؛ أنهى اغتساله فى النهر وجلس يتلفظ ماذا قلتى له ؟ شخصت بعينها بضيق قولت له: إنك ذهبت الى المدينة أجاب أحسنت القول إنه فأل سيء مثل أمه اكره مثل ما كرهت أمه هل سألتيه ماذا كان يريد ؟اجابت رفض أن يقول لى ابن ال..... قاطعها بعد أن أنهى طعامه . سأذهب إلى القهوة ثم أعود قالت هيا: سأنتظرك في المنزل ؛ كان وقتها احمد الطفل الصغير ابنه  فى الصف الاول الاعدادى ؛سمار وجه وطول قائمته جعلته يبدو اكبر من ذالك قليلا ؛وجده بعد أن حافت قدماه بحثا عنه جالسا فى القهوة يوزع التحيا على الجالسين هات  ( شاى لفلان هات شيشة لعلان ( راح جلس بجوار ابيه فى هدوء . حتى لا يسمع أحدهم ماذا يريد منه وفى أذنه القى ما كان يبحث عنه ليقوله ؛ نهره أبيه شوح له بيده (جوم ارحل يابن النكديه) تركة احمد وخرج من القهوة تتدلى رقبته بضيق لأسفل ؛ حتى قابله خاله على باب القهوة فسأله ماذا بك ؟ قال كنت أسأله على ربع جنيه مصاريف درس الإنجليزي لقد أخبرته أن هذه هيا المادة الوحيدة التى احتاج فيها إلى درس لانى ضعيف بها ؛ فنهرنى وطردني !! نادا خاله على المدرس بعد أن اصطحبه إلى منزل المدرس وكان يعرفه ومدين له المدرس بمبلغ ٢٠جنيها فقال له: أعطى بها كلها دروس لأحمد ؛ لم يفرح وقتها احمد بل حزن أكثر أن أخواله هم من يعينون اولاد أختهم المطلقة على أمور الحياة  فوجد قدماه تأخذه إلى المحكمة فى المدينة سيرا على الاقدام ؛ حتى أهلكه المشوار وقطع حذائه وبنطاله؛  من كثرة المشي وقف فى المحكمة لا يعلم ماذا يفعل !! بداخله غضب ويريد أن يشكى والده ولكن لا يعرف كيف يفعلها ؛ حلق برأسه باكيا فى السماء حتى وجد أحد المحامين يربى على كتفه سائلا ماذا بك ؟ من فعل بك هكذا ؟ فراح يقصص عليه ما حصل فقال له : اذن اعطنى اسمك واسم ابيك فأعطاه فقال له: اذهب الان الى بيتك وانا سأقوم بعمل الازم وما أن مضى يومين حتى وصل اخطار لأبيه من المحكمة بحضور جلسه عاجله كانت لقاضى لم يرزق بعد من الله بأولاد ؛ فحضر الابن والاب وقف بجوار بعضهما سأل القاضى الأب كام راتبك فى الشهر تتقاضى ؟ قال سته عشر جنيهات .. فحكم القاضى على الاب بنفقة ثلاث جنيهات قما ارسل القاضى الابن ليكمل تعليمه فى القاهرة على نفقته الخاصة تعليما وإقامة .. أنهى الابن دراسته فى الوقت الذى كان يعاملان فيه الاب أولاده من زوجته الثانيه اسوء معامله كانت .. اشتغل الابن في التجارة حتى تقاضى اول راتب له فراح واشترى لأبيه منه عباءة جديدة . وشال جديد . وحذاء جديد . وإرسلهم مع أحد أقاربه له كان مسافر الى بلده .. كبر الابن فى التجارة حتى أصبح له شأن كبير ويحسب له ألف حساب ؛ أما الاب فقد أهلكه كبر السن والمرض فلم يستعن به أحد من اولاد زوجته بل وقاموا بتبصيمه على بيع الأراضي والمنزل لهم فقط بيع وشراء .. ثم راحو يرسلون إلى الابن ابيك اهلكه المرض سنرسله اليك فى أول عربة متجه إلى القاهرة ؛ فراح احمد يستقبل أباه حتى وجده فى حاله مزرية !! فأرسل إلى أكبر الأطباء كي يداوى والده  حتى رجعت إليه عافيته مرة أخرى ؛ وأمضى معه ما بقى من حياته ؛ حتى جاءت لحظته الأخيرة فى الحياة .. وكادت الأمور لا تبدو له جيده . فنادى بأعلى صوته يا احمد اين انت ؟ قال له انا بجوارك يا إبى انت بحضني منذ يومين قال له .. فلتأخذ منهم كل أموالى ولا تترك لهم شيء قال يا أبى لقد تخاذلت عنى في صغرى فسخر لى الله منذ لحظتها كل البشر ليقضون حاجتي .. منعت عنى أموالك فأعطاني الله ما لم تنفذ منه خزائني حتى تموت أحفادي .. كل ما اطلبه منك أن تسامحني انى قد اوقفتك يوما ما أمام القاضي  فكنت وقتها صغيرا ولا أدرى ماذا افعل .. فقال له بل انت من اريد أن يسامحني ؛ حتى راح يقول له اريد أن اقبلك يا احمد فلتقترب حتى اقترب منه وقبله .. ثم همس فى أذنه مع السلامة يا احمد .. ثم شخص بصره وسقطت يداه جاء الطبيب وأكد الوفاة .. وصنع الابن لأبيه جنازة كبيرة جدا فى مسقط رأسه هناك في الجنوب .. ثلاثة أيام وأكبر المشائخ تقرأء القران  حتى راح يتحدث عن الجنازة أهل البلد جميعا قائلين لقد مات عمدة البلد ولم يكون له عزاء مثل ذالك .. رحم الله والحج ادريس انجب ولد صالحا






Share To: