حديث الجمعة
           القدوة الحسنة.        ١٧
بعض خصوصيات النبى صلى الله عليه وسلم
أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن القدوة الحسنة فى تعدد زواج النبى صلى الله عليه وسلم وذكرت لك  بعض الحِكم من تعدد زواج النبى صلى الله عليه وسلم
واليوم بإذن الله تعالى أحدثك عن بعض خصوصياته صلى الله عليه وسلم مستعيناً بعد الله عز وجل بما صح من آثار وماجاءت به النقول والأخبار التى تتعلق بخصوصياته وخصوصيات إخوانه الأبرار من النبيين والمصطفين الأخيار
وبداية أقول خلق الله البشر جميعا من أصل واحد (آدم وحواء) قال تعالى( يـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤىِٕلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرࣱ)الحجرات١٣
وإذا كان البشر جميعا متساوين فى هذا الأمر إلا أن الله اختار صفوةً منهم فضلهم على سائر خلقه وهم الأنبياء والرسل وفضلهم على سائر خلقه لتبليغ رسالته ثم اختيار صفوة أخرى وهم أولوا العزم فضلهم على سائر الأنبياء والمرسلين
وكان فى الذروة من هذه الصفوة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى ( تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَـٰتࣲۚ وَءَاتَیۡنَا عِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ ٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَأَیَّدۡنَـٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِینَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَتۡهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُ وَلَـٰكِنِ ٱخۡتَلَفُوا۟ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُوا۟ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَفۡعَلُ مَا یُرِیدُ )البقرة ٢٥٣ فالمقصود بقوله تعالى ورفع بعضهم درجات هو سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ولم يتعين فى الأية لكمال الرجحان وهؤلاء الرسل خصهم الله بخصائص دون سائر البشر وخص سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بخصائص دون سائر الأنبياء فضلا عما خصه به عن سائر البشر
ومن هذه الخصائص ما جاء فى سورة الأحزاب من الآية ٥٠ فى. قوله تعالى ( وَٱمۡرَأَةࣰ مُّؤۡمِنَةً إِن وَهَبَتۡ نَفۡسَهَا لِلنَّبِیِّ إِنۡ أَرَادَ ٱلنَّبِیُّ أَن یَسۡتَنكِحَهَا خَالِصَةࣰ لَّكَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۗ قَدۡ عَلِمۡنَا مَا فَرَضۡنَا عَلَیۡهِمۡ فِیۤ أَزۡوَ ٰ⁠جِهِمۡ وَمَا مَلَكَتۡ أَیۡمَـٰنُهُمۡ لِكَیۡلَا یَكُونَ عَلَیۡكَ حَرَجࣱۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا)ومثل قوله تعالى ( وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُوا۟ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَاۤ أَن تَنكِحُوۤا۟ أَزۡوَ ٰ⁠جَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۤ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِیمًا)٥٣ الأحزاب
ولقدتتبعت ماشرَّف الله تعالى به نبينا صلى الله عليه وسلم من الخصائص والكرامات من كتب العلماء الثقات كالخصائص لابن سعد وخصائص الروضة للنووى والخصائص الكبرى للسيوطى لِأَصِلَ بك أيها القارئ الكريم إلى بر الأمان وأنت تتعرف على خصائص النبى العدنان من غير كذب ولابهتان
وسأعرض لك بإذن الله تعالى بعض الخصوصيات التى صح الدليل عليها. بإيجاز غير مخل بما يروى ظمأ المحبين وسيكون العرض بإذن الله تعالى على النحو التالى
أولا ما خصه الله تعالى به صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء
ثانيا ما خصه الله تعالى به صلى الله عليه وسلم على سائر أمته
أما عن الأمر الأول فقد ورد بعض الأحاديث التى تبين ما أكرمه الله تعالى به على سائر الأنبياء نذكر منها حديث جابر رضى الله عنه الذى رواه عن النبى صلى الله عليه وسلم وأُعطيتُ خمساً لم يعطهن أحدٌ قبلى كان كل نبىٍ يبعثُ إلى قومه خاصة، وبعثتُ إلى كل أحمر وأسود، وأُحلت لى الغنائم ولم تُحلُ لأحدٍ قبلى وجُعلت لى الأرض مسجداً وطهوراً فأى رجل من أمتى أدركته الصلاة فليصلِ حيث كان، ونُصرت بالرعب مسيرة شهر وأُعطيت الشفاعة رواه البخاري وعند الإمام مسلم فُضلتُ على الأنبياء بست زاد فيه خصلتين عن حديث جابر وهما أُعطيت جوامع الكلم وخُتم بى النبيون وعند الإمام أحمد زاد فيه عن الخصال المتقدمة أُعطيت مفاتيح الأرض وسُميتُ أحمد وجُعلت أمتى خير الأمم ونقل عن ابن سعد النيسابورى قوله أن عدد الذى خُص به صلى الله عليه وسلم ستون خصلة 
ولا اختلاف فى الأحاديث المذكورة من تعدد الخصائص واختلاف الروايات فقد كان صلى الله عليه وسلم كل ما خصه الله بخصلة أخبر بها من باب "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" ومن باب تبليغ ما أمره الله أن يُبلغ به ومما اختصه الله به صلى الله عليه وسلم أن كتابه المنزل عليه  مُعجز ومحفوظ من التحريف والتبديل على مر الدهور ومشتملٌ على كل ما اشتملت عليه الكتب وزيادة ومُيَسَّرٌ للحفظ ونزل منجماً ونزل على سبعة أحرف وتلك الأمور لم توجد إلا فى القرآن الكريم معجزة النبى صلى الله عليه وسلم الذى تحدى به الإنس والجن فعجزوا أن يأتوا بمثله 
ومما اخْتُصَّ به صلى الله عليه وسلم أن الله أخذ الميثاق على النبيين جميعًا أن يؤمنوا به وينصروه وجاءت البشارة  به فى الكتب السابقة ونعتُه ونعتُ أصحابه وخلفائه وأمته والدليل على ذلك من القرآن ما جاء في قوله تعالى ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِیثَـٰقَ ٱلنَّبِیِّـۧنَ لَمَاۤ ءَاتَیۡتُكُم مِّن كِتَـٰبࣲ وَحِكۡمَةࣲ ثُمَّ جَاۤءَكُمۡ رَسُولࣱ مُّصَدِّقࣱ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَ ٰ⁠لِكُمۡ إِصۡرِیۖ قَالُوۤا۟ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُوا۟ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّـٰهِدِینَ﴾ [آل عمران ٨١] 
ومما اختُص به عليه الصلاةوالسلام خاتم النبوة الذى كان بظهره بموازاة قلبه 
عن السائب ابن يزيد قال ذَهبتْ بى خالتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله إن ابن أختى وقع فمسح رأسى ودعا لى بالبركة وتوضأ فشربتُ من وضوءه ثم قمتُ خلف ظهره فنظرتُ إلى خاتم بين كتفيه رواه البخاري 
ومنها أنه أُعطى كل الحُسن وأُعطى يُوسف نصفه فكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس






Share To: