لو أن الحب كان مقرراً أو مادة للنصح والمشورة والمنطق...لأصبح موضوعا عاديا كالكيمياء والمهارات الأخلاقية والمهنية... ولأصبحنا نجيد تخليق قبلاتنا على الشفاه كما نخلق المركبات الدوائية على ورقة الإجابة. ولكن القبلة ليست تمريناً أو نشاطاً .. القبلة  إنها شيء كالمرض .. إنها حمى تدوخ الراس وتعدل المزاج وتفك صامولة المفاصل... 

أنت لا تستطيع أن تقبل حبيبتك وأنت في نفس الوقت تراجع بعض الملخصات استعداداً لدخول قاعة الإمتحان.. إن القبلة تستولي عليك كلك.

أما تخليق المركبات الدوائية فهو تمرين هادئ بارد تقوم به وأنت تهز ساقيك وتدخن وتصفر وتلقي بالنكات من حولك ولا يحتاج إلا مراجعة .

في وسط هذه المطاردات التي يطاردنا فيها الآخرون نبحث لنا عن لحظة .. تكون ملكنا ... نبث فيها مكنونات قلبنا وذات نفوسنا واشواقنا هذه لحظة هي مزاجنا.

رقائق البطاطيس.. ومكعبات الشوكولا الدكنة الممزوجة بلعبنا وسلطانية القبل الحارة في ساعة صفاء،هذا كل ما تبقى لنا من الحياة..ولهذا نتمسك جداً بهذه الساعة ولا نقبل فيها مساومة أو منطقاً أو نصحاً أو مشورة ؛لأن هذه الحظات هي لحظاتنا لا نقبل أن يساومنا أحد في مصيرها..






Share To: