يقولون أن الحياة سعادة.....

 وبالنسبة لي فإني لا اعتبر هذه القٓوْلة إلا مجرد إشاعة استنبطها السفهاء والمنحرفون.

 فعن أي سعادة تحدثني وأنا مازلت في ريعان الشباب عندما تبين لي أن عالمنا الحاضر هو مستنقع الألم الذي تحدث عنه فريديريك نيتشه في كتابه "هكذا تكلم زرادشت". عن اي سعادة تحدثني وقد ايقنت تمام التيقن اننا لم نبلغ يوما السعادة الواقعية التي تبشر بالخير وتكون لها مكارم. فنحن لن نعيش سوى سعادة زائلة، مزيفة، تتلاشى بثلاشي مكوناتها وتزول بزوال اسبابها. فطوبى لسعادة مصطنعة برذائل الدنيا غايتها الوحيدة هي ايقاع وجمهورها في فخ الادمان الذي لا علاج له الا بإرادة حرة نبيلة.

دعنا من السعادة فنحن لسنا نعيش الا في دمامة عصرنا مفعم بالحسد والمقت والتفريق .....بالصراعات الباردة والاوبئة، بالبلاهة وبفلسفة العصابة المقدسة. هل ترى نستطيع تحقيق السعادة وادخال البهجة لدى الآخرين؟ ألم ينبؤنا بأن الممر نحو السعادة اصبح أكثر شقاء وأن المجهود الذي يجب ان نبذله لتحقيق الرفاه اصبح اكثر شدة.

ترى هل تستحق كل هذه المكابدة وكل هذا الازهاق ؟ وهل ستكون نتيجة هذه المتاعب جيدة تستطيع اقرار الفرح ام ستكون نهايتها مأساوية مخلفة بذلك الألم والصدمة والخذلان كالفيلم الامريكي "شيكاغو" متى سيتم السفح عن مخلوق الرهيف و التريث معه والإباحة له بإلقاء حجته قبل ذله والتنكيل به، أولا يجب التنكيل به بالاساس لمجرد عثرة واحدة إرتكبها الا وهي محاولة السمو بالنفس وترفيهها بعيدا عن الزنا والخمر أم أنهم اعتبروه خارج القطيع لذلك فضّلوا ان يعبثوا به؟ بالتأكيد لقد خالف بنود المجموعة ونوى عدم الوثوب في قاع الجب عندما ولج بقية الدواب فيه وقالوا : لست سوى مؤيد للقطيع فما ادراك بالإستنباط؟
وقبل أن ينبس ببنت شفة ليبلغهم عن بريق التفكّر الذي استنبطه، وجد نفسه تصارع سكرات الموت......

ثم تجيء الخلفة الحديثة من بعده ليأتي كائن مفكر نزيه ويستنبط ما استنبطه اباه آنفا، لكن هذه المرة سيكون المفكر الرهيف الأول هو من سيزج بالثاني في الزنزانة حيث لن يدرك هذا الاخير بريقا مدة حياته ويألف حياة التنكيل والإتباع تماما كأبيه وجده المفكر العبقري الذي نوى خلق العشيرة......






Share To: