في فلسطينَ فرحَتي وحِدادِي
فاضرِبُوا الأسرَ إنّنِي ببِلادِي

إنّمَا تزرعُونَ وهمًا بأرضٍ
وستَجنونَ خيبةَ الحُصّادِ

مادعانِي لنحتِ مجدٍ عظيمٌ
سرُّهُ في ذؤابةِ الأجدادِ

في تُرابِي أذوقُ طُعمَ انتصاري
فلْتكُن حفرةً بحجمِ عنادِي

حيلتِي في النضالِ حيلةُ  نملٍ
فارسٌ إنّما بغيرِ جوَادِ

جبهةُ الفخرِ رغمَ قيدٍ تصدّتْ
أفلتَتْ من سلاسلِ اسْتعبادِ

ياتُرى، كم أُثيرَ في التُرْبِ دمعٌ
عند حفّارِه على الأمجادِ

ياتُرى كم بكَتْ على الإبنِ أمٌّ
كم تُعانِي وكَم عليهِ تُنادِي 

ليتَ شعري بمَ اخْترقْتَ نِظامًا 
مُحْكمًا في حصونِهم غيرَ بادٍ

فارفعُوا السّورَ إنّما الطيرُ حرٌّ
بينَ أصفادٍ أو على الأوتادِ

(غيرُ مجدٍ في ملّتِي واعتقادِي) 
كل ماتدّعيه إفكًا أعادِي

حقُّنا حقُّنا وأقداسُنا أق
داسُنا بالمدادِ أو بالزِّنادِ

هذه قصّةٌ لستّةِ شُبّا
نٍ أَسارَى بخزنةِ الأوغادِ

مالهُم حيلةٌ لكسرِ قيُودٍ
طوَّقوهُم بعُدّةٍ وعَتادِ

فتحلّوْا بصبرِ أيّوبَ فيها 
مرَّ دهرٌ  وضُرِّهِم في ازديادِ

إنّهم فِتيةٌ منَ الصخرِ قُدّوا 
فاستكانوا كصخرةٍ بالوادِي

أطرَقُوها الرؤوسَ لكنْ لِحينٍ
ثمّ قاموا لخطّةِ الإنجادِ

فأعدُّوا ملاعقًا واستعدّتْ
لبديلٍ عنِ الطعامِ العادِي 

أبْدلُوا زادَهم ترابًا و صبرًا
كي يبيتُوا على الطوَى دونَ زادِ

كان حفلُ اليهودِ ليلةَ عيدٍ
حيثُ لانتْ جلودُهُم لِفسادِ

غابَ وعيٌ وزادَ وعيُ شبابٍ
يسحبونَ الشّباكَ من صيّادِ

وأتى الفجرُ بعدَ ليلٍ طويلٍ
حاملٍ للشّبابِ بُشرى ابْتعادِ

رُبَّ سعيٍ يجرُّ فتحًا كبيرًا
غيرَ أنّ الخؤونَ بالمرصادِ

كان حلمًا وعاش وقتًا قصيرًا
واختفَى العاملونَ دون مرادِ

من دهاليزِ سجنِهم لدهاليزِ
حصارٍ وخائنٍ معتادِ

إن يخُنْهمْ حليفُ ظلْمٍ يزدْهُم 
ربُّهُم في الكهوفِ أمنَ مِهادِ

سائرٌ في (جلبوعَ) سيْرَ أميرٍ
واثقٌ من خُطاهُ  رمزُ جهادِ

إنْ يمُتْ فالموتُ الشريفُ وإنْ يبْقَ
فلِلأحرارِ الدليلُ الهادِي

لم تُجِدْ خزنةُ اليهودِ اختزَانًا
غيرَ سوطٍ يعودُ للجلّادِ

يجلِد الظلمُ أهلَه بعدَ ظُلمٍ
يومَ فصلٍ مؤجَّلٍ لِمعادِ

يومَ يُرجى الخلودُ يأتي شهيدٌ
في يديهِ شهادةُ الميلادِ








Share To: