اجلس وحيده في أحدى أزقة التي تتواجد عند طرف النهر ،وانا استمع الي موسيقي الراب ، واستنشق سجارتي ، والتفكير رفيقي ،والضعف يحيطني ، والاستسلام هو الطريقي ، وحلمي يتتحطم أمامي ،
اتمعن النظر في جمال هذه الطبيعه ..
_بينما أنا استمتع بجمال المنظر ؛ جلس بجانبي رجل كبير السن ، شحيب الوجه وهزيل الجسد وكثيف الشعر الأبيض ويمتلك لحية مبعثرة وشارب طويلان ، وعينان يبان من عليها الضعف والحزن ، وملابس غير مرتبه وحذاء قديم ..
جلس بجواري وهو يردد بعض من الكلمات الغريبة ، لوهلة شعرت بالخوف .. !
وفجأة بدأ بالنظر إلي وعيناه لونها ك اللهيب .. ؛
وقال :
لطالما كان سر الحياة ولغزها يكمن في ذات الإنسان المعقدة تارة أخرى ،والميئة بالقدرات اللامحدوده يا بني ،وكم من أناس عاشوا وماتو ولم يعرفوا أنفسهم حق المعرفة ،ولم يتصالحو مع ذواتهم الداخلية ..
_والاندهاش يبان علي وجهي وأنا لا أعلم عما يتحدث .. لوهلة شعرت بأنه لا يتحدث إلي أغلقت الموسيقي وبدأت بالنظر من حولي أكاد أن أعلم من الذي يتحدث معه هذا العجوز .. !
وقاطعني قائلا : ماذا بك تنظر إلي حولك أنني اتحدث إليك أنت يا فتى ..
_ماذا؟ تتحدث لي أنا ، ماذا الذي تقوله يا رجل ..!
_سوف اعذرك لانك لم تستطيع أن تفهم ماذا اقول ولكن ستفهم قريباً ..
_أفهم ماذا يا هذا ؟ ..
- لم يلتف إلي وعاد يتحدث من جديد .. ؛
وبدأ يتحدث وهو قائل :
عليك أن تكتشف قدراتك وإمكاناتك ،وأن توقن أن عقلك لا محدود وأن طاقتك تفوق الحدود ، عليك أن تعترف بنقاط ضعفك ، فتقومها وأن تدرك نقاك قوتك فتعززها ..
_ ماذا قدراتي وإمكانياتي وطاقتي ..، هل أنت تستهزأ بجلوس هنا أم ماذا ؟
ولم يتلفت ألا مرة أخرى وبدأ يتحدث
_ لا سبيل لتحقيق السعادة إلا بالغوص في أعماقك ، وكشف أسرارك ، عليك أن تكتشف ذاتك حتى لا تصبح فريسة سهلة لليأس والاحباك وأن تخوض في الطريق دون خوف من مخاطراته يا فتى ..
_طريق ..طريق السفر تقصد هاهاها ..
_اعلم انك لم تفهم حتى أن ولكن لا حرج علي المريض ..
_مريض ..ماذا؟..ماذا؟.. أنا مريض أيها العجوز ،لولا احترامي لشيبك لكنت أبرحتك ضرباً ..
_ لقد أخبرتك مسبقاً بأنك لن تفهم لذلك اغلق فمك رجاءً ، أظن انني الذي سأقتلك ولن أبرحك يا أحمق .
_أين توقفت أنا ؟ ..صحيح صحيح ..،
كيف يمكنك اكتشاف ذاتك ؟.
حسناً هم خمسُ مهارات لكٍ تكتشف ذاتك ..
أولاً: لا تنشغل بالعالم الصاخب ، ركز إهتمامك علي نفسك ، علي داخلك ، علي ما يسعدك ، ما يشجعك وما يجعلك أفضل .
ثانياً : يقول المخترع والعالم الشهير توماس أديسون "أنا لم أفشل انا فقط إكتشف عشرة آلاف طريقة غير ناجحة " ، لذا قم بالعديد من التجارب ، ولا تخشي الفشل ، إلي أن تتواصل لأكثر شي أو أكثر تجربة ، حققت لك الرضى عن نفسك .
_يا فتى هل أنت بخير؟ ، لم اصبح أسمع صوتك ما الذي جرأ !..
_يا عجوز أنا بخير ولكني بدأت أستوعب فيما تقوله ..
_ تستوعب ماذا يا أحمق ؟ أن لا أقوم بتدريسك فيزياء ولا كيمياء ..
_لن أرد عليك يا عجوز ساحترم كبر سنك ، واصل التحدث يا هذا ..
....
ثالثاً : إياك أن تكون قاسياً مع نفسك تقبل أنك ستخطئ أحياناً كثيرة ولن تصل إلي ما تريد في يوم وليلة ، ولكن هذا ليس ضعفاً منك ولكنها طبيعة البشر الفطرية ، فاصنع من هزائمك سلماً للنجاح.
وخامساً واخيراً : إختر لنفسك وقتاً تخلو فيه مع نفسك، وتبتعد فيه عن ضوضاء هذا الكوكب ، وتتخذ فيه من نفسك صديقاً تخبر ويخبرك وتبوح له بأسرارك وجميع مخاوفك .
وتذكر لهذا ظل إكتشاف الذات هدفاً يبحث عنه الجميع وأصبح أيضاً عالماً مستقل بذاته والا كيف يعرف الانسان نفسه؟ ، وطريقه ووجهته ، لذا عليك بمعرفة بعض النصائح التي تعينك علي إكتساب بعض مهارات الذات التي أخبرتك بها سابقاً واظن انك علمت بما كنت اتحدث عنه يا أحمق ..
_الآن أستطعت ان أستوعب بما كنت تتحدث ، لما لم تخبرني من السابق انك تتحدث عن النفس ؟ ..
_ لانني كنت أعلم أنك لن تفهم حتى الا أذ تحدثت عنها ..
بدأ الرجل التحرك من جانبي ..
_أين يا هذا ؟ لمن تخبرني بما كنت تفعله بجواري ؟ ولا حتى من أنت وماذا تفعل هنا ؟
_اتيت خصيصاً لك ..أنا ؟ أنا ذاتك التائهة بين الاشخاص وكل ما توده هو أن تكتشفها ،انظر كيف أسباري ؛ فكل هذا بسبب طيشك يا أحمق ..
لن استطيع الوقف إلي قوتي ألا عندما تكتشفيني وحتى أنت لن تصل لجميع ما تريده ألا عندما تجدني : وتذكر أن لا يمكن للمرء سلك طريق النجاح الا بمعرفة ذاتك ، ومن أراد أن الوصول إلي أهدافه وجميع أمنياته عليه التعرف علي ذاته ..
وداعاً أيها الاحمق
سنلتقي ذات يوم عندما تكتشف ذاتك..
Post A Comment: