أيها الفقير إلى الله، لن أسألك عن حالك أو مكانك.
أكتب إليك اليوم تحديدا، لأن المرض- ذراعك اليمنى- في تحقيق اهدافك،قد تملك من قلبي فصار احتمال زيارتك قريب، لا أكرهك مثلهم، ولا أحبك ايضا،لا لشيىء إلا لأني لم أتذوقك بعد.أشم رائحتك، قريبة جدا، ربما تزور أحدهم فتفجعني، او أكون أنا محظيتك المقصودة.
 ما أعرفه أنك لست شجاعا، تأتي بغتة وخلسة، هل فكرت ان تذهب لأحدهم وتخبره أنك ستزوره غدا لتأخذه معك بعيدا،ليست لديك تلك الشجاعة طبعا.
انت مظلوم ايضا، يتهمونك دائما بهدم اللذات، رغم أنك تنفذ أوامر الله، أتعرف أيها الموت حين افكر أنك انت نفسك لا تعرف متى ستموت،تأخذني بك الشفقة.لا يحق لي أن أحكم عليك.
أنا ايضا كلي عيوب. ما الفرق بينك وبيني؟ كلنا لله وكلنا إليه راجعون.أنت في مهمة وسينتهي وجودك مثلنا جميعا عندما تنتهيها مهمتك، الأرجح ان اشعر أنني اقوى وأفضل منك، فلدي حياة أخرى بعد ان تقبض روحي،اما أنت فمسكين لن تعود للحياة، كما أن لدي الخلود بينما واأسفاه أنت ستفنى للأبد. لا تحزن.
 أوضح لك ولا اقصد معايرتك أبدا، ما هذا أنت لا تملك ان تحزن!

مسكين، لا تبكي، أووووه، عذرا ،نسيت أنك لا تملك القدرة على البكاء أيضا

يقولون ان سكراتك مؤلمة، واقول انك طيب القلب، فلو عرض علي أحد أن ينهي كل الأوجاع دفعة واحدة ولا أتألم بعدها ابدا لوافقت دون تردد، وإن كان لدينا في الدنيا أحباب، فلدينا ايضا أحبابنا الغائبون عندك، أنت طريقنا لرؤيتهم.
 يبدو أنك طيب بعض الشيىء. أنت الأطيب والأوضح فعلا ،لك شخصية مميزة ،أتعرف ما هي؟
اختلف الناس في كل الأشياء .
أنكر الجميع كل الأمور، كل المسلمات، كل الأديان، أنكروا كل الحقائق وشككوا فيها، تخيل أن بعضهم أنكر وجود الله _سبحانه وتعالى_إلا أنت لم يستطع أحد أبدا أن ينكر أنك نهايته المحتومة.
اكتشفت الآن أنه من الأحرى بي أن ألتمس لك العذر بل وأنتظرك دون قلق، لأنك موعد لقاء حبيبي الأعظم.ولأنني مكسدة بروايات كثيرة جدا وحكايات لا يمكن أن تروى إلا للموتى.
#منى قابل






Share To: