ليس الشعر قافية وحروفاً على اللوح مكتوباً، ما الشعر إلا حديث القلب، ووجدان الشاعرة "عائشة الطاهري" خير دليل على فؤاد متضرع لبارئه، متجه إليه بالصلاة في وقت هبت فيه رياح عاتية، تلتها سحابة محملة بشحنة سلبية، كورونا تلك المتربصة التي أجبرتنا على الااعتكاف بالبيوت، وما الملاذ حينها سوى التضرع والدعاء، وهذا ما نجده في القصيدة التي بين أيدينا "صلاة".
 أبيات القصيدة لاتخضع لنظام الشعر التقليدي، وهي قصيدة نثرية تكونت من مقاطع، جالت بخلد شاعرتنا المبدعة "عائشة الطاهري" في مناجاة منها لخالقها.
 تنقسم القصيدة إلى خمس مقاطع تطرقت فيها الشاعرة إلى مواضيع شتى، حيث نرى في الاستهلال أن الشاعرة في تأكيد لنا ولبارئها أن الصلاة عشقها في زمن الوباء العالمي، وبوحها بها للريح، للموج، للنجم، و...، ثم نجد الشاعرة في تشبيه للوباء بالغيم الذي لا ينقشع في ثاني مقطع من مقاطع القصيدة، لتنتقل بنا بعدها إلى عالم طغت عليه مظاهر العزلة والوحدة، شبهته شاعرتنا بالسجن الموجع لخلوه من الرفاق والأصدقاء، أما عن المقطع الرابع فبينه وبين الاستهلال علاقة تكامل وانسجام، وخير ما ختمت به شاعرتنا قصيدتها أملها في البعث من جديد، وأن تعود الحياة إلى سابق عهدها.

ندى التازي.
المغرب.
===================
صلاة...     /// عائشة الطاهري
—————————/———————-
صلاة..
—————

هَذا عِشْقِي

غَارِقٌ ..

في سَماءِ غَيْمِكَ

الدّاكِنْ ..

لِلرِّيحِ أبُوحُ

لِلمَوْجِ ..

لِلنّجْمِ الثّاقِبِ

لِلرّسْمِ الوَاثِنْ
ــ  ــ  ــ  ــ  ــ  ــ

هَذا الغَيْمُ

غَطّى سَمَائِي

لا مَفَرُّ ..

لا مُسْتَقَرْ ..

والرَّبِيعُ..

الذّي انْتَظَرْنَاه طَوِيلاً

فِي مَنْأَى

عَنْ رُؤَانَا..

عَبَرْ ...
ــ  ــ  ــ  ــ  ــ  ــ

وَحِيداً

في سِجْنِك

بِلاَ صَدِيقٍ

وَلَا رَفِيقٍ

والوَجَعُ اللّعِينُ

يَصْرَعُكَ

أَلْفَ نَوْبَهْ

تَلْفَظُكَ الدُّرُوبُ والأَزِقّهْ

كَخَاطِئٍ

لَمْ تَغْسِلْهُ

تَوْبَهْ ...
ــ  ــ  ــ  ــ  ــ  ــ

هذهِ صَلاتِي

لَكَ وَحْدَكْ

تَشْكُونِي لَكْ

أنا الْجَاحِدُ

المَارِدْ ..

أنا الغَرِيرُ

بِعْتُ أرْضِي

وآخِرُ الفُرْسَانِ

شَدَّ عَنِ الرَّحْلِ الأخير

لا القَافِلةُ سارَتْ

ولا الكلابُ

كَفّتْ عن الهَرير
ــ  ــ  ــ  ــ  ــ  ــ

ابْعَثْنِي مِنْ ذَرّاتِ

هذا الرّمادِ الخبيث

أنْثُرْ حَبّاتِ القَمحِ

على مَدَى الحُقولْ

أرْقُبُ الغُرُوبَ

تَزُفُّهُ شَمْسُ الأصيل

على هَدْهَدَاتِ

الناي الحزين

يُرَتّلُ نَشِيدَ ..

الأَوّابين ..

الحَالمين ..
....
..
—————————///////////////////////....
عائشة الطاهري






Share To: