(1)
لو كان حد حكى لي، مكنتش هصدّق.
الأول، خلّوني أعرفكم بنفسي، اسمي "عصام"، طالب في كلية علوم، هوايتي إنّي أدوّر على الغرائب وأجمع معلومات عنها، ودي كانت أكتر حاجة بشغل بيها وقت فراغي.
أما بالنسبة للحكاية، كنت ببحث كالعادة عن الحكايات اللي الناس بتكتبها على الإنترنت عن أكتر حاجة غريبة حصلت لهم، وكان مهم بالنسبة لي إني أطَّلع على تجربتهم وآراء الناس اللي بتقرأ موضوعاتهم، كنت بلاقي متعة كبيرة وأنا بتعايش مع كل حكاية وكأني أنا البطل.
تقريبًا، كانت أغلب الروابط اللي بتظهر لي في محرك البحث لونها بنفسجي، وده لأني من سنين وأنا ببحث في الموضوعات دي، وأكيد زُرت روابط المواقع دي وقرأت محتواها، ومع التقليب في الصفحات، لقيت كل الروابط ظاهرة بنفس اللون، مكنتش ناوي أكمل تقليب، بس حاجة خلّتني أكمل لغاية الصفحة الأخيرة، اللي كان ظاهر فيها نتيجة بحث واحدة بس، ورابط الموقع ظاهر باللون الأزرق، وده معناه إني مادخلتش الموقع ده قبل كده.
بصراحة، الرابط أثار فضولي، مش لأني ممكن ألاقي فيه شيء جديد مقرأتوش قبل كده، ولكن كنت مستغرب، إزاي ببحث من سنين في نفس الموضوعات ويفلت مني موقع، خصوصًا إن تاريخ الموضوع اللي ظاهر في نتيجة البحث قديم، بس كلماته مش مقروءة، ظاهرة على شكل مربعات!
بدون تردد اتحركت بالماوس فوق الرابط وضغطت ضغطتين، واستغربت لما فتح لي صفحة فيها رسالة إن الشبكة بتحجب النوع ده من المواقع، لكن من فضولي الشديد، حمّلت برنامج فتح المواقع المحجوبة، وحاولت عن طريقه دخول الموقع، لكن تفاجأت بكمية كبيرة من رسائل التحذير والتنبيه ظهرت لي، لكني مع كل رسالة تحذير كنت بختار "أعلم.. وأرغب في الاستمرار".
الموقع كان مختلف عن كل المواقع اللي دخلتها، بمجرد ما الموقع فتح الماوس اتعطل، كنت مهما أحركها بلاقي المؤشر ثابت، لكن وأنا بحرَّك إيدي بالصدفة بعيد عن الماوس لقيت المؤشر اتحرَّك، أنا فكَّرت إن الماوس اشتغلت تاني، رجعت حرَّكتها تاني لقيت المؤشر ثابت مابيتحرَّكش، حرَّكت إيدي تاني بعيد عن الماوس لقيت المؤشر اتحرَّك تاني في نفس اتجاه حركة إيدي، كرَّرت تاني وتالت إني أحرَّك إيدي، لقيت إن المؤشر أثناء تصفح الموقع بيتبع حركة إيدي أنا، مُش الماوس، اسغربت جدًا ازّاي تم الربط بين إيدي مباشرة والمؤشر، لكن اللي فهمته إن الموقع عاوز ده عشان يتأكد أكتر إن كل حاجة هعملها في الموقع أنا راغب فيها فعلًا.
مكانش في عنوان للموقع، حتى رابط دخول الموقع كان عبارة عن خط بس، وكأن اللي عمل الموقع بيطمس هويته وهو متعمد، كمان الموقع مكانش فيه أي موضوعات، كل اللي كان ظاهر كانت صفحة سودة فاضية، الماوس بيتحرَّك فوقها بناء على حركة إيدي مباشرة.
للحظة فكّرت إن دي صفحة ويب اتعملت من قبيل الصدفة، ممكن اللي عملها أهملها ونسي يضيف فيها أي موضوعات، ونسي حتى يضيف اسم للموقع ولو حتى في تصميم بسيط.
طيّب، لو إن دي صفحة ويب فاضية ملهاش لازمة، ليه ظهرت لي كل رسائل التحذير اللي تجاهلتها واستمريت عشان أدخل الموقع، وليه الموقع متصنَّف إنه من المواقع المحجوبة؟!
لمّا سألت نفسي الأسئلة دي، راحت عن بالي فكرة إني أسجل خروج من الموقع، فضلت وقت طويل مبحلق في الصفحة السودة اللي قدامي، وكل اللي بعمله إني بحرَّك إيدي فبيتحرّك معاها الماوس، وفضلت أفكر في الآلية اللي عن طريقها بيتم الربط بين إيدي وبين المؤشر، لغاية ما جه على بالي حلقة سمعتها من يومين عن "قصر رأس الخيمة" المسكون في الإمارات، وحصلت حاجة مكانتش تخطر على بالي أبدًا.
الصفحة السودة اللي أنا مبحلق فيها بدأت ترتعش، بدأت أركّز معاها بشكل غريب، الرعشة بتزيد، وانتباهي وتركيزي وفضولي بيزيدوا معاها، لغاية ما الإضاءة فَصَلت.
الكهربا فصلت، بس اللاب توب اللي كان شغّال مباشر على الكهربا بدون بطارية مفصلش!
بعد حوالي دقيقتين اللاب توب فَصَل، قُلت في بالي ممكن تكون شحنة كهربا زيادة هي اللي اتسببت في إن اللاب توب يفضل شغّال برغم إن مفيش كهربا، عادي بتحصل أحيانًا، بس اللي مش ممكن يحصل، إن اللاب توب يرجع يشتغل تاني فجأة وبدون بداية الويندوز المعتادة، وتظهر لي تاني صفحة الموقع، بس مظهرتش زي ما كانت موجودة، لا، دي ظهرت وكان عليها صورة "قصر رأس الخيمة"، الموضوع اللي أنا لسه مفكّر فيه من دقايق!
وهنا أدركت إن الموقع ده فيه حاجة غريبة، وبدأت أفهم سبب كمية التحذيرات اللي ظهرت لي، بس ياترى إيه سر الموقع ده، لغاية دلوقت أنا مكنتش عارف.
بدأت أفوق من ذهولي، كنت مندهش ومخي مش قادر يفكّر، لكن لما بدأت أهدَى وأربط الأحداث ببعضها، قدرت أوصل ولو لجزء بسيط من سر الموقع، فهمت إن الموقع ظهر لي بناء عن رغبتي أنا، اللي هي فضولي الشديد في إني ألاقي حاجة غريبة بجد، وإن الموقع مش بيخضع للآلية اللي بتشتغل بيها المواقع، دا بيتحرك مؤشر الصفحة بحركة إيدك مش الماوس، وبيظهِر لك الحاجات اللي أنت عندك رغبة في إنك تشوفها بمجرد إنها تخطر على بالك، مش موقع عادي مليان بالمواضيع وأنت تختار منه، لا، الموقع عبارة عن مرايا بتعكس رغباتك أنت.
طبيعي جدًا إن فضولي يزيد، أنا في العادي عندي فضول شديد جدًا، فما بالكم لما يكون قدّامي حاجة زي دي.
بدأت أختبر قدرة الموقع أكتر، ياترى إيه اللي ممكن موقع زي ده يقدّمهولي؟
كانت كل المعلومات اللي سمعتها عن القصر، إنه اتبنى من أكتر من "40 سنة"، وإنه بيجمع تحف ولوحات وتماثيل بعدد كبير جدًا، وفيه عدد كبير جدًا من الغُرف، وبرغم كده محدش سكن فيه، وكان السبب إنه من ساعة ما اتبنى وهو بيتسمع فيه أصوات غريبة، وكلام ليه صدى صوت، وصرخات، دا غير إن أضواء القصر بتشتغل بالليل، برغم إن محدش ساكن فيه، كانت بتشتغل لواحدها، والأغرب، إن كل اللي كانوا ساكنين قريّب من القصر أو بيترددوا عليه أكدوا الكلام ده.
عشان كده لقيتني بسأل نفسي، ياترى إيه معلومات الموقع ده عن القصر؟
يمكن مش هتصدقوا، بمجرد ما سألت نفسي السؤال ده ولقيتني واقف قدام القصر!
أنا فعلًا واقف قدّام القصر دلوقت مش بتخيّل، وقادر ألمس جسمي، أنا فعلًا هنا بشحمي ولحمي، وبكامل وعيي، الموقع ده زي ما بيظهر لك الحاجة اللي بتفكّر فيها أو بتخطر على بالك، بيقدر إنه ينقلك ليها ويخليك تشوفها على الواقع، بدل ما ينقل لك معلومات عنها تقرأها زي المواقع التانية، دا بيخليك تروح وتشوف كل حاجة أنت عاوزها بعينك.
شكل القصر في الواقع كان زي ما ظهر في الصورة على الموقع، واللي هو برضو كانت صورة مطابقة لكل صور القصر الموجودة على شبكة الإنترنت عمومًا.
بدأت أقرّب من بوابة القصر، جنب البوابة كان في كُشك حراسة صغيّر، وكان حارس الأمن اللي فيه نايم، اللي كان المفروض يصحى على صوت خطواتي، خصوصًا إننا في وقت متأخر بالليل، والمكان هادي وتسمع فيه رنة الإبرة، وبرغم كده مصحاش من النوم، قرّبت منه جدًا، لقيته رايح في النوم بشكل غريب، زي ما يكون في غيبوبة، وبدأت أشُك إن الموقع له دور في ده.
لما اتطمنت إن الحارس غرقان في النوم رُحت للبوابة، اللي كانت مفتوحة! ومحدش يقنعني إن الحارس نسي البوابة مفتوحة ونام، لأن ده من المستحيل إنه يحصل، هو ممكن يسيبها مفتوحة وهو صاحي، لكن من المنطقي إنه لما هينام هيقفلها، على الأقل عشان ينام وهو مطّمن.
زقّيت البوابة بإيدي، وكانت المفاجأة إن البوابة الضخمة اللي قدامي دي بتتفتح معايا أسهل من إني بفتح باب شقّتنا، وبما إني بدأت أركن الاستغراب والدهشة على جنب، عدّيت البوابة ومفكّرتش كتير، كانت المسافة بين البوابة والقصر جوه طويلة، بس أنا بمجرد ما تجاوزت البوابة لقيتني واقف قدّام باب القصر جوّه، بدون ما أعرف أنا مشيت المسافة من البوابة لغاية هنا امتى وازّاي! وزي ما اتفاجأت بالبوابة المفتوحة، اتفاجأت برضو بإن باب القصر اللي جوّه مفتوح!
هنا اتأكدت إن الموقع ليه دخل بكل ده، لأن مستحيل إن الحارس هيسيب البوابة اللي بره مفتوحة وينام، ولو كان ده حصل عن طريق الخطأ، فمستحيل إنه يسيب باب القصر نفسه مفتوح.
دخلت القصر، اللي إضاءته كلها اشتغلت أول ما دخلت من الباب، أنا دلوقت سامع الكلام والصرخات اللي الناس بتحكي عنها إنها بتسمعها طالعة من القصر، لكن الشيء المختلف هو إني شايف مين بيتكلم ومين بيصرخ.
عدد التماثيل اللي شوفتها كان كبير جدًا، بس مُش دي القصة، القصة بقى إن التماثيل كانت صاحية، وبتكلم بعضها، دا غير إن في لوحات كتير عن الأبراج، واللي كانت صاحية برضو.
لدرجة إن صورة العقرب وصورة الثور اتجسدوا وخرجوا من إطار البراويز فعلًا، وحصل بينهم معركة شرسة وكان بيصدر عنهم صوت غريب، بالظبط كأني بتفرج على فيلم أسطوري بتقنية 3D.
دا غير إن في لوحة من بين اللوحات المتعلقة كانت بتمثل حقبة معينة من تاريخ استعباد الأوربيين لأفريقيا، واللي كانت كل شخصيات اللوحة الافارقة بتصرخ في مشهد تعذيب مروّع.
ومن هنا، الموقع قِدِر إنه يخليني أسمع الكلام والأصوات الغريبة والصرخات اللي في القصر عن قرب، وأعرف المصدر الحقيقي ليها، واللي أعتقد إن محدش عرفه غيري لغاية دلوقت.
سِبت كل الأحداث اللي بتحصل قُدّامي، وطلعت سلالم القصر للدور اللي فوق، عدد الغُرف كان كبير جدًا، وكانت أبوابها مزخرفة زخارف في منتهى الروعة، السّجاد الأحمر الطويل اللي في الممر أغراني إني أمشي، مفكّرتش كتير ومشيت، لغاية ما وقفت قُدّام باب غرفة، أنا عارف إن القصر مفيهوش حد، وده اللي خلّاني أركّز في الصوت اللي طالع من الغرفة، طفل بيعيّط!
فضولي خلّاني أفتح الباب، ولقيت إن في ناس عاديين جدًا فيها، راجل قاعد على كرسي هزاز بيدخن غليون وبيبص من الشباك على حديقة القصر، وواحدة جميلة جدًا بتهزّ بإيدها سرير أطفال، واللي كان طبعًا طالع منه صوت الطفل اللي بيعيط.
لكن الغريبة إن محدش فيهم أخد باله منّي خالص!
أنا مُش ناسي إن القصر مسكون بالجن، بس عالم الجن عالم من بُعد تاني خارج الأبعاد اللي إحنا بنقدر نتعامل في حدودها، بُعد أكبر من بُعدنا، بيعطيهم القدرة إنهم يشوفونا وإحنا منشوفهومش، لكن إن أنا دلوقت أشوفهم وأسمعهم وهما لا يشوفوني ولا يحسّوا بيا، ده اللي غريب جدًا.
وده معناه حاجة واحدة بس، أنا حاليًا عايش في بُعد أعلى من الأبعاد بتاعتهم.
بس بدون تفكير كتير، فهمت إن قوانين الموقع غير القوانين المتعارف عليها عندنا، عنده القدرة في إنه يقلب القواعد المعتادة، ماهو الموقع اللي يقدر يربط طريقة تصفّحه بإيدك مباشرة، ويقدر إنه بدل ما يعرض لك المعلومة عشان تقرأها يخليك تروح بنفسك وتشوف كل حاجة قدامك في الواقع، ويخليك تشوف السر ورا كل اللي بيحصل، ويقلب كل القواعد، يقدر برضو يقلب القاعدة ويخليك تشوف الجن اللي ساكنين القصر وتسمعهم بدون ما هما يقدروا يشوفوك أو يحسّوا بيك، وخصوصًا إني جيت للقصر هنا عن طريقه، يعني شيء طبيعي إن القواعد كلها تكون مقلوبة.
وده خلّاني أفكر في حاجة تانية، بما إني جيت من خلال الموقع لغاية هنا، وبقيت في بُعد أعلى من الأبعاد اللي بيعيش فيها الجن، ده تأكيد إن الموقع ده جاي من بُعد أعلى من أبعادهم كمان.
بعد ما حسّيت إني أشبعت رغبتي في اللي أنا عايز أعرفه عن القصر، لقيت نفسي قاعد على كرسي مكتبي في أوضتي عادي جدًا، والنور موجود، واللاب توب شغّال على صفحة الموقع، وصورة القصر لسّه موجودة.
لكن فضولي اللي مبيشبعش أبدًا، خلّاني أسأل نفسي سؤال تاني، ياترى إيه سبب إن الجن يسكن القصر؟
فجأة الدنيا ضلّمت تاني، وزي ما حصل في المرة اللي فاتت، لقيتني اتنقلت لمكان القصر، لكن المرة دي بطريقة أسرع من اللي فاتت.
أنا دلوقت واقف في مكان القصر، بس القصر مش موجود.
صدّقني، دلوقت هقول لك إيه السبب إن الجن سَكَن القصر، السبب اللي أنا شايفه بيحصل قدام عيني دلوقت.
نفس المكان، ونفس الصحرا على التّل اللي هو المفروض مبني عليه القصر، ونفس الوقت اللي أنا كنت فيه في الواقع، الساعة 2 بعد نص الليل.
مكانش في المكان غير شجرة كبيرة جدًا، شجرة معمّرة هي اللي كانت مكان القصر، جذعها كبير ومجوّف، ولقيت ناس رايحة وجاية في المكان، لكنهم كانوا بيدخلوا ويخرجوا من جذع الشجرة.
هنا عرفت إن الموقع بيقلب القواعد، أو بيتعامل من خلال قواعده المختلفة اللي بيشتغل بيها، لكنه برضو مش بيخليك تشوف الجن في هيئتهم الحقيقية، أي نعم كل القواعد مقلوبة، لكنه بيخليك تشوفهم في الهيئة اللي أنت كبشري قدراتك تسمح بإنك تشوفها، عشان كده شوفتهم على هيئة ناس في المكان، ولما فتحت باب الغرفة اللي كان خارج منها عياط الطفل.
المرة دي، فضلت قاعد أتابع خروجهم ودخولهم للشجرة، لغاية ما طلع النهار ومعدتش بلمح حد فيهم، كانوا كلهم جوّه الشجرة.
مجموعة سيارات وقفت قريب من الشجرة، وبعد شوية وصل عدد كبير من الحفّارات ومعدات الإنشاء، وعُمّال، وفي حفّار قرّب من الشجرة، وقِدِر في دقايق قليلة إنه يخلعها من مكانها بجذرها.
هنا كانت المفاجأة، أسراب خفافيش طارت من الشجرة وهي بتقع على الأرض بشكل غريب جدًا، حتى الناس استغربت من اللي حصل، اعتقدوا إن دي مجرد خفافيش ساكنة في جذع الشجرة اللي عمرها قرون، بس أنا كنت عارف إنها مش خفافيش أبدًا.
وبرغم معلوماتي، إن القصر احتاج عشر سنين عشان يكتمل، إلا أن الموقع قدر يختصر الزمن في وقت قليل جدًا، كل مراحل القصر تمّت قدام عيني بسرعة غريبة، وبرغم كده تمّت بكل تفاصيلها، وفي الوقت ده، كانت الخفافيش بتحاوط المكان حوالين القصر بس من بعيد.
لكن كان منهم مجموعة قريبة منّي، واللي لقيتني قادر أسمعهم وأفهم لغتهم، وفهمت كلامهم مع بعض وواحد منهم كان بيقول:
-زي ما اعتدوا على أرضنا وخلعوا شجرتنا، هنعتدي على القصر ومحدّش هيسكنوا غيرنا.
وفعلًا، بعد ما القصر اكتمل، هجمت الخفافيش عليه ودخلته، برغم إن الأبواب والشبابيك كلها كانت مقفولة، لكنها كانت بتعدّي من الحيطان عادي جدًا.
وطبعًا علشان القصر مليان تماثيل مجسّمة ورسومات ، قدروا إنهم يلاقوا حاجة تحتويهم ويعيشوا فيها ويتمكنوا من القصر
وهنا، لقيتني للمرة التانية قاعد على كرسي المكتب في أوضتي، والنور موجود، واللاب توب مفتوح على الموقع، لكن صورة القصر مكانتش موجودة، الموقع رجع صفحة سودة زي ما ظهر لي في الأول، ومؤشر الماوس بيتحرك حسب حركة إيدي فوق سواد الصفحة، فعرفت إن بِكِده الموقع عرّفني كل المعلومات اللي عنده عن القصر ومعادش في حاجة تانية، عشان كده صورته اختفت.
فكّرت في القصر تاني، محصلش أي حاجة، ومع طول تفكيري في القصر مفيش أي حاجة اتغيرت ولا ظهرت، ففهمت إن الموقع بيخليك تشوف اللي بتفكر فيه على الواقع ولكن لمرة واحدة بس.
كان نفسي ألاقي اسم للموقع، لكن مكانش في أي معلومة تدل على هويته، مكانش فيه غير صفحة سودة، عشان كده اضطريت إني أسميه الموقع الأسود.
***
Post A Comment: