________________________
"هناك طائر أزرق في قلبي يريد أن يخرج"
أردّد جملتَكَ يا تشارلز
أردّدها كأنها نجاتي مما أنا عليه!
...
عاجزةٌ
كبلبل
خلقه الله
بلا صوت!
...
هذا ما كنتُ عليه
حمقاء تتباهى أنها لا ترى!
تسير في كرنفال صدئ مليء بفراشات معدتي التي تعفَّنَتْ بعد رحيلك!
...
كرنفال
بأصوات تُذَكِّر بالحياة ولا تشبهها
...
أرى ألواناً لا أشخاصاً
أجسام بلا رؤوس
ورجل واحد طويل بلا وجه!
...
أطفال
رسموا تاتو محرّم
من الدموع والابتسامات
لا تلومهم
أطفال!
...
أردّدُ جملتك يا تشارلز
وأتساءل ما لون الطائر الذي ينوح في صدري!
ينوحُ طالباً النجدة رافضاً إيّاها
لأنه طائر يخاف الأيدي
مثلي تمامآ!
...
أردّدها يا سافل لعلّي أستعيد نظري
لعلّي أرى رؤوساً عائمة فقط
كبالونات طافية
خاوية
لا عمل لها سوى أنها جميلة!
جميلة حد الغثيان
هل أكثرتُ الشرب من قارورة الأمل لأنعتكَ بالسافل!
...
شربتُ حدّ السكر
حد اشتهاء الغرق
كنجاة!
...
وفقط
عندما اشتهيت الغرق
تعلمت السباحة!
أنا فتاة البر
تعلمت الإثم الوحيد الذي لطالما هربت منه
النضج!
...
وأبكي على نفسي لأنني أعرف الثمن
"وانسى يا عمري
انسى يا قلبي
انسى يا روحي انسى
لو بس ننسى"
أدندن بحرقة لا تعرف الرحمة
لا تعرف الشفقة
لا تعرفني
ولا تكترثُ لأنفاسي!
...
لكن حتى الغرق تبرّأ مني
رفضني لأني جثة غضة فتية
تنضح بالحياة والرغبة
يتدفق فيها الدم راقصاً بين جدران جمجمتي الجوفاء
ك ~انتقام~ له طعم التوت!
...
تسير
كما تبتسم
بشكل كاذب وغير متعب!
...
تسير
حتى أصبحَتْ واحداً مع ظلّها
نَحُلَتْ
وهي لا تفهم منطق جسدها
لا تفهم الحكمة من فقدان شهيّتها
لا تفهم لما تسير
هل تسير لتهرب أم لتعيش؟
...
سماء تنزف
و عصافير تنتحر من أعلى غيمة فيها
"جماعات"
أما هي تتذكّر طفولتها ببساطة!
...
تتذكّر حالة الذعر التي تنقضُّ عليها
كلما رأَتْ والدها يسير ببندقيته وبيده الأخرى عصفور ميت
عصفور
لطالما تمنَّتْ لو كانتْ مكانه!
...
طفلة بريئة
تحلم بعالم لا يحوي غرفة فارغة
للرصاص وآكلي اللحوم!
طفلة تخاف الطيور فقط لو كانَتْ ميّتة!
...
طفلة
بعظمي ترقوة بارزين
ظنَّتْهما "موتاً مثيراً" لا أكثر
...
تسير وتنتشي
لأنها لم تعدْ تخاف إلا من حقيقة أنّها "لم تعدْ تخاف"
...
تسيرُ إلى "اللامكان"
تعثَّرَتْ بكومة من أمطار السماء
جَمَعْتْ ما تيسَّرَ من هذه الجثث
ودفنتهم في عظمي الترقوة خاصتها
لتقدّس ما تبقى من خوف طفولتها البريئة!
...
يراها والدها
يُسْقِطُ بندقيّتَهُ مذعوراً
و يصيبُهُ
سهواً
" ذلك الطائر الأزرق الذي في قلبها"
يبدو أنَّه كان يرغب في الخروج يا تشارلز لأنه عرفَ مصيره
أرأيْتَ؟
لسنَا كُلّنا مثيرين للشفقة لنتمنّى الخروج بدافع "الحرّيّة"
ولا بدافع الحبّ حتى!
...
Post A Comment: