"من يلا يبوح بأي شيء، يصبح ممتلئًا بكل شيء عدا نفسه، هذه المعارك لا يمكن خوضها بالقلب، ولا بالعقل، هذه المعارك مستنزفة ومستفزة للنفس، وكل هذه المعارك لم تزد المرء شرفًا، ولا يمكن نكران واقعها الأليم، ورغم محاربتها بضراوة، إلا أن الهزيمة هي نتيجة محسومة من البداية، ورغم تهكم الجميع أنها ستودي بصاحبها نحو الهاوية، إلا أنها هذبته، وأعادت للنفس الملتوية تقوّمها، وجعلته يحترم شيء يسمي الظلام، لا يمكنك هزيمته بالنور، ولا يمكن تجنبه، سيظل يلوح إليك كلما حاولت إنهاءه بأنه الأصل مهما حاولت إزالته، وحين حاولت إزالته، كنت تزيد تكاثره، شيء قبيح يتغذى على أحزان المرء وخيباته، وتجعله رهينة نفسه، الظلام سرمدي لأن ليس لديه شيء غالٍ، سيسرق منك فتات النور، وتلك النجوم التي كنّت تخبئها في قلبك، فيصبح داخل المرء عتمة، و لأنك لن تصل إلي النور إن كنّت لا تري من الأساس، فأنت مسجون في ظلامك، مدسوس في ضلالك، ذاك الذي سيقوّمك، وسيتركك حرًا في سجنه الأبدي، و سيعطي لكل شيء مؤذٍ مفتاح، وحين ظن العصفور بأن يمكن أن يغير هذا السجن لجنةٍ، كانت أول تغريدة له.. ذبحه، كانت السكوت الذي ينهشه،ثم سمع عن وجود ملاك بالخارج، وظل ينتظره أعوام، ظنًا منه أنه سيمد يديه، وأنه سيسكن إليه كلما أجتاحه الهلع، ولكن الهلع الأكبر كان انتظاره، حتي شابت روحه، ، المرء مع من لا يراه سجين أيضًا ومن هنا أدرك الفتي أن السنين العجاف لا تنتهي، أن الشقاء أبدي، وأنه مهما أتى باللون الأبيض، سيظل الظلام قرينه، وأن الملائكة لن تقترب من الظلام فمن يدخله لا يخرجه ،ولَم يبق للفتى شيء، حتى نفسه، كانت العصفور.. "









Share To: