سلسله من الإنقلابات والإنقلابات المضادة أنهكت الأرض والإنسان وعطلت التنمية وفتحت الباب على مصراعية للتدخلات الخارجية.
منذ الستينات لم يتم بناء مؤسسات دوله قويه محترمه تحتوي جميع الأطياف والمكونات ولم يحدث حراكاً تنموياً حقيقياً وشاملاً بل أنتفخت في ظلها جيوب وبطون فئات طفيلية، وتحولت ما يسمى بالثورات إلى مجرد أدوات تستغلها وتستخدمها مراكز القوى والنفوذ القبلية الدينية السلالية وشبكة الفساد والمصالح المرتبطة بهم وتوابعهم من النخب الإنتهازية المنافقة والمتزلفة والقطيع المفتون بالشعارات والأوهام الفارغة في إدارة صراعاتهم وخلافاتهم المزمنة حول تقاسم السلطة والثروة داخل المنظومة المهترئة نفسها. 
نعم مجرد أدوات لإدارة الصراع حول السلطة والثروة تعمل على إعادة إنتاج وتدوير نفس القبح والعبث في متاهه لا تنتهي وحتى دول الأقليم أستهوتهم هذه المتاهة العبثية التي أنهكت اليمن أرض وإنسان واستغلوها من أجل خدمة مصالحهم واهدافهم. 
ينخرط في هذه الإنقلابات والإنقلابات المضادة شرائح تنشد التغيير والإنعتاق من هذا الكابوس الجاثم على الصدور ولكنهم غير منظمين غير متماسكين ومصابين بداء التبعية المفرطة وليس لديهم رؤيه وهدف واضح محدد يجمعهم بدلاً من العناوين والشعارات والأوهام الفضفاضة التي ظلوا يعتلفوها لعقود دون فائدة لذا يتم إستقطابهم وإستغلالهم كمنظرين ومطبلين ووقود وحطب صراعات عبثية سرعان ما يتم إزاحتهم إلى الصفوف الخلفية الهامشية بعد إنتهائهم من أداء الدور المرسوم لهم وينتهي المطاف بمعظمهم كمرتزقة لدى مراكز القوى والنفوذ القبلية الدينية السلالية المتصارعة حول الكعكة والمغانم والنفوذ والتي تهيمن على مسار الأحداث، فريق مع هذا الطرف وفريق أخر مع ذاك الطرف طبعاً مختبئين خلف شعارات براقه دينية ووطنية وكذلك خلف احزاب مهترئه قائمه على أسس مشوهة.







Share To: