خديجة بوعلي شاعرة مبدعة من الأطلس المتوسط ، ارتوت من غدير الشعر الأمازيغي والعربي وترجمت أحاسيسها بصدق بحرف جميل مطروز بسحر المعاني العميقة ، ركبت بحر الحرف الراقي متوغلة في تناغي المحبة بكل العناوين ...
ومن يقرأ لهذه الشاعرة، حتما سيكتشف علاقة وطيدة بين الواقع والعمل الإبداعي المرصع بجمالية الإيقاع والذي أثبت بحكمتها حضورها في الساحة الثقافية عن جدارة واستحقاق .
شاعرة قوية بحرفها عصية على الانكسار ، انخرطت في الكتابة الهادفة حيث جعلت من حرفها متنفس قوي انغمس في أعطاف الوجدان ، ونحتت صيتا بأسلوب الكبار مما جعلها حاضرة وناجحة ومتألقة بامتياز ، فكسرت بذلك تلك الصورة الخجولة عن المرأة ليدوي حرفها في آفاق الساحة الشعرية ...
وقد تعتبر خديجة بوعلي صوتا قويا يعانق السماء بإبداعات ذو الدلالة البارعة في تنميق العرف بإتقان....
وبالرجوع إلى دواوينها أحلام بلون الشفق الصادر سنة ٢٠١٧ وأفول المواجع الصادر سنة ٢٠١٩ وسمفونية حنين الصادر سنة ٢٠٢١ ستجد رحلة في غاية الإبداع الثقافي المغربي والعربي ، تقريبا كتابتها نشوة يتلذذ بها السمع ويغرق الجوانح والكيان ... لقد خاصت تجربة متفردة بكتابات زاخرة وجميلة بدلالات وازنة . وغالبا ما تكون مستقاة من واقع معاش بالاضافة إلى ما هو متشبع بالموروث الثقافي الأمازيغي ....
ودواوينها نصوص تضج بالعشق الروحي ، ملونة بالشجن ، يشم عاشق الحروف صراحة مدفونة بين السطور بشموخ وأنفة ، كما أنها ترسل بوحا عاطفيا صادقا ومشاعر وجدانية إنسانية نبيلة ...
ولا بأس إن قلت على أن الشعر عندها وميض من النبض العشقي والانساني واستراحة روحية مصبه القلب ، وقد نعتبرها من رواد الشعر الحديث بامتياز ....
Post A Comment: