تقسيـم العُلـوم الشرعية إلى عُلـوم مَقاصِـد ؛ وَعُلـوم آلة :

[١] باستقراء جهود العلماء في تقسيم العلوم الشرعية نستطيع أن نقسمها إلى قسمين رئيسيين:

🌱القــســـــم الأول:

علوم المصادر أو المقاصد :

ونقصد بها الوحي الإلهي بقسميه :

 القرآن الكريم والسنة النبوية،وفي حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال :

 قال رسول الله ﷺ : 

ألا إني أوتيتُ القرآنَ وَمِثلَهُ معه .

ويُلحق بالقرآن علومُ القرآن وعلومُ  التفسير بأنواعها، ويُلحق بالحديث شروحُ كتب السنة وعلومُ الحديث على اختلافها.
 
والخُلاصَــــة :

أنَّ عُلومَ المقاصد : 

هي العلوم التي تُقصد لذاتها، وهي المستمدة من حديث الأمينيْن أمينِ السماء جبريل عليه السلام وأمينِ الأرض سيدنا محمد ﷺ  والذي ابتدأ به الإمامُ مسلمٌ صحيحه عن عمر بن الخطاب : 

وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام . الحديث.
 
فقد دل هذا الحديث على ثلاثة علوم أساسية:

(أ) علم الإيمان أو العقيدة أو التوحيد : 

وهو العلم الذي يدرس الجانب النظري أو العلمي في الإسلام،ويقوم على ستة أركان وهي: 

أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره .
 
(ب) علم الفقه :

 وهو العلم الذي يدرس الجانب العملي أو التطبيقي في الإسلام ، ويقوم على خمسة أركان رئيسية: 

أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا .
 
( جـ ) علم الأخلاق والسلوك : 

وهو العلم الذي يدرس الجانب السلوكي والخلقي في الإسلام ، وركنه الأعظم :

 الإحسان ، وقوام الإحسان: 

أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
 
أما السؤال الرابع والأخير في هذا الحديث فهو يدخل ضمن الأحكام الاعتقادية ؛ في ركن الإيمان باليوم الآخر ، وأُفرد له سؤال خاص للعناية بشأنه وبيان أهميته ، وإن كان هناك بعض الباحثين يرى أن هذا السؤال يؤصل لعلم رابع، وهو علم سنن التاريخ، أو علم أشراط الساعة.... وهكذا .
 ‏ 
        
◉ القــســـــم الثاني:

علوم الآلة : 

وهي العلوم التي لا تُطلب لذاتها ولكن لغيرها ؛ فهي آلة لعلوم المصادر وعلوم الغايات.

فيُطلب للقرآن الكريم : علما التجويد والقراءات.

ويُطلب لعلم التفسير : علوم القرآن وأصول التفسير.

ويُطلب للسنة النبوية : علوم الإسناد والمصطلح والجرح والتعديل والرجال..وغيرها من علوم الحديث.

ويُطلب لعلم الفقه : علم أصول الفقه، وعلم القواعد الفقهية، وعلم تاريخ التشريع.

ويُطلب لعلم العقيدة : علم الفِرَق والمِلل والنِّحَل، وعلم مقارنة الأديان.
 
‏[٢] ويُطلب لكل ما سبق علوم اللغة العربية بفروعها المختلفة :

[علم النحو - علم الصرف - علم اللغة- والمعاجم- علوم البلاغة - و العَروض - وعلم قَرض الشعر - وعلم الأدب ، وعلم الإنشاء، والمقامات، والأمثال ........إلخ.
 
وهناك علوم مساعدة أخرى ؛ كعلم المنطق ، وعلم التاريخ ، وغيرهما من العلوم ، وتزداد أهمية معرفة علوم الوسائل خاصة في ظل التطور العلمي وعملية (توليد) العلوم المستمرة ، والتي تثمر علومًا جديدة لم تدون إلا في الأزمنة المتأخرة (كعلم النظريات الفقهية، وجغرافيا المذاهب الفقهية، وعلم المساق الفقهي وغيرها من العلوم).
          ‏ 
    
◉[٣]تَــحـــذيـــــرُ هَـــــــــــــــامٌّ :

حَـذَّرَ العلَّامةُ ابنُ خلدون رحمه الله وغيرُهُ من إفراط طالب العلم في التوسع في علوم الآلة ، ورأى أن في ذلك تضييعًا للمقاصد ،  اللهم إلا لمن تخصص في مثل هذه العلوم .

فيقول ابنُ خلدون :

 أما العلوم التي هي آلة لغيرها مثل العربية والمنطق وأمثالهما فلا ينبغي أن ينظر فيها إلا من حيث هي آلة لذلك الغير فقط ، ولا يُوسَّع فيها الكلام ولا تُفرَّع المسائل ؛ لأن ذلك مُخرِجٌ لها عن المقصود ؛ إذ المقصود منها ما هي آلة له لا غير، فكلما خرجت عن ذلك خرجت عن المقصود ، وصار الاشتغال بها لغوًا ، مع ما فيه من صعوبة الحصول على ملكتها بطولها وكثرة فروعها ، وربما يكون ذلك عائقًا عن تحصيل العلوم المقصودة بالذات لطول وسائلها مع أن شأنَها أَهَمُّ والعمر يقصر عن تحصيل الجميع على هذه الصورة ، فيكون الاشتغال بهذه العلوم الآلية تضييعًا للعمر، وشغلًا بما لا يُغني .

           ‏






Share To: