كان الوقت يقتربُ من الظهيرة، والشمس لم تشرق ذاك الصباح، كان الجو طقوسيًا، خريفيًا للغاية! ... إنه الصيف في بداية دخول الربيع تمامًا، والأزهار في رَيعانها متفتحةٌ على الطبيعة بجمالها وشذاها الفواح...
مسعود كعادته كل صباح ذاهبٌ للعمل، والغريب هندامه غير المعتاد، ويكأنه يذهب موعدا خطط له مسبقًا!.
مسعود يقف الآن! أمام المنزل ينتظر وسيلة النقل اليومية له للعمل، وفي طريقه على متنها يرن هاتفه يخرجه من حوزته ليرد الوووو.... كان المتصل عمه في العمل الذي يعمل معه مسعود، يفأجئه أنه في ذلك اليوم ما فيش عمل فقد تم التوقيف يومًا واحد لسبب غير معروف.
عبس وجه مسعود لذلك، نزل حينها من مركبات النقل دون أن يحدد وِجهتُه، ليجد نفسها واقفاً أمام حديقة الورد التي يمر من أمامها كل صباح، والتي تملؤها كل أنواع الأشجار والأزهار الباهرة، تَوّجه نحو الحديقة ثم دخل مسعود متجولًا بين أغصانها الجمالية؛ ثم جلس تحت شجرة تمتد أعصانها لتغطي مسافة متر إلى مترين، غلّبه النعاس فنام مسعود تحتها لساعة أو أكثر .
أستيقظ مسعود في الحادي عشر صباحًا، والمكان يخلو من البشر والندى يتساقط برائحة الشذى العابقة فوحها ملء المكان، يلتفت يمنةً ويسرةً ولم يرى أحد! ، وبعد دقائق تمر فتاة عشرينية، فائقة مذهلة سلطانةْ في الجمال مُشيتُها واثقة من نفسها! ..... نظراتها فاحصة وجرأة في حذر، وحادة كالمهاء، ترتدي ملابس رمادي وحجابٌ أبيض غامقٌ في الأصح لبَّني، وحذاء لامع أردف لأناقاتها جمالاً في المُشية وإمداد ساقيها التي تشبه النَّعامة !
إقتربت الفتاة نحو مسعود فكان ينظر إليها في حيرة! يحدث نفسه يبدؤ من نظرات هذه الفتاة كأنها تعرفُني،
ثم أقبلت عليه بالسلام عليكم .....
مسعود:- وعليكم السلام،
ثم أردفت الفتاة الله يالها من فرصة أنني ألتقيت بك يامسعود أنت مسعود أليس كذلك؟!.
مسعود مستغربًا نعم، من أنتِ أيتها الفتاة بديعة الجمال؟!
ضحكت وقالت:- هل تذكر صديقتك سعاد في موقع التواصل.....
مسعود نعم مالها سعاد!
الفتاة إنها أمامك الآن.
انبثقت في ملامح مسعود الدهشة و إبتسامة أطلقها إلى العِنان بفوح الأزهار التي تُغطي المكان، وكأن الدنيا فتحت أبوابها نحوه، دار الحديث بينهما وقتًا في أحوال البلاد وأحوالهم؛
ثم بدأت الفتاة تذكره بمحادثاتهما الدافئة، وتطلب منه بعد أن عرفته من صفحته الفيسبوكية أن يقول عنها شيئًا من النثر والأدب، حاول مسعود ألا يطلّعها عما قد كتبه عنها سابقًا أثناء التواصل، لكن أصرت عليه إلا أن يقول شيئًا بعد أن قد بدأت تنظر إليه نظرات المُغرمة والمشتاقة إلى محبوبه بعد فراق، خضع مسعود لطلبها وبدأ يُسمعها مكتوبه عنها الذي كان مملوء بالغزال، وكانت سعاد تسمع سرده فتزداد لهفة وقرابة منه، أما مسعود غارقٌ بقراءة نصوصه العاشقة، وهي غارقةٌ بخيالها بما تسمعه كأنها تعيش حقيقة المكتوب.
تقترب منه، تمسك بيده تمرر الأخرى فوق كفه فحرارة النص تلهب فؤادها نحوه، مكتوب غرامي يثلج القلب ويبعث في العين الشوق، في نفسها أنهار من الحنين تريد أن تضم حروفه إليها وتستلذ بها، وتغوص في فجر أحلامها التي في عقلها آنذاك؛...
مسعود في موقف لا يستطيع مقاومته جمالاً باهر وخدودٌ محمرة وفتاة حسناء تطلبه لنفسها، قُبلات حارة دافئة وحضن عميق لسويعات من الزمان.
يصحي مسعود مندهشًا من نومه العميق وأحضانهما العالقة في بحر الأحلام كقطعة واحدة مؤنسين بعضهما، فإذا به يجد نفسه على فراش نومه المعتاد يبحث عنها هنا وهناك فلم يجدها ....
أيقن حينها أنه كان حلمٌ بها لا غير!.
Post A Comment: