-المدينة مُوحشةٌ والليل طويل، وكلٌّ منا ماضٍ في طريق .. أَعسانا نلتقي ذاتَ نجمةٍ أو ذاتَ نهار .؟
أَعسانا نسترق لحظاتِ عشقٍ، وشقاوةٍ وتبادل أحاديثٍ ونَظراتٍ ؟
-ونَرسمُ بريشتها دربًا يعجُّ بألوانِ الفنون و نبضِ الأشعار ..
لا لست أَدري، ما الطريق التي بمقدورها أَخْذِيَ لضفافكَ البعيدة حيث أنتَ، مُختبئًا وراء المباني والتلال، وأَرى قلبي قد انشقَّ عنه صدري و هو يعيشُ حالةً من أدوارِ الأفلام القديمة، وكأنني أصبحتُ السندريلا (سعاد حسني) بشقاوتها واندفاعها، وكأنك أَصبحتَ (حسين فهمي) بشخصية الدكتور "سعيد كامل" ذلك “الواد التقيل” الذي أحبته "زوزو" وغنَّت له تلك الأغنية الجميلة، التي تتناقلُها الأجيال إلى يومنا هذا ..
-يومٌ الحبِّ لا يضيعُ فيه، أَتعلم لماذا لا يضيع ؟
سأخبرك أنا: و أَثِقُ بأنك ستقتنع بإجابتي كعادتك، بالرغم من أن إقناعَ شخصيةٍ عمليةٍ مثلك ليس بالأمر اليسير ..
-ونعم كما قُلتها سابقًا أن الحب لا يضيعُ، ولا يُنسى لعقودٍ صدّقني، لأن طَريقه واحدٌ واضحٌ ومعبّد، نحن نَعبُره حين تلتقي عيونُ المحبين مع هَمَسَاتِهم ..
تَجد نظراتهم مُضيئةً وعميقة، لا تحتاج لتُرجمان ولا لأيَّة تفسيرات ..
-لربما باستطاعةِ المُحبين الكذب على أنفسهم، لربما بمقدورهم إخفاء مشاعرهم لغايةٍ ما ..
ولكن أَقنعتهم تسقط دائما عند أول لقاء وأول سلامٍ وأول ابتسامة ..
-فالعيون حينها تبتسم، والقلوبُ قبلها ترقص وتَحتفل ..
كل الجوارح بوسعها الطيران وتلتقي مؤيدةً فَوزَ المشاعر، على المقاصدِ والإتجاهات، على كل الأَزقةِ والحواجز ..
-عند أول احمرارٍ للخدود وأول تعرُّقٍ للأكُفِّ والوجوه وأول رجفةٍ لنبضات القلوب، نكون قد هُزمنا بصلابتنا أمامَ سطوةِ العواطف وتحطُّمِ سِياجِ الشوكِ و قرارتِ السرائر ..
-في تلك اللحظاتِ وحدها تَسكتُ كل الدُول، وتُسْدَل الستائر مُعلنةً التقاء القُبل بين شُعلاتِ السجائر، حيثُ تبدأ طقوس الحب، في أصقاعِ الكون في كلِّ المدائن .







Share To: