أنا أبغضُها جداً لا أُحُب تواجُدنا معاً في مكانٍ واحد وإن تواجَدنا تركت  لهآ المكانَ بما فيه رغم أنني ليست من عاداتي أن أبغض أحداً ما، علماً بأنني محبوبة لدّى الجميعِ ولكن هي التي دفعت قلبي لهذا الكُره والبُغضِ الذٍي فيني نحوها ...

وفي لليلةً من لَيالي تشرين الثَانّي الباردةَ كُنت قادمة مـِن حفلة زفاف أقاربي التي كانت في أحد الصالات بالمدينة وكان يوماً مميزاً للغايةِ قَبل أَن يحدُث ما حدثَ.. 

خرجتُ من غُرفةِ تَبديل الملابس بعد أن بدلتُ ملابسُ الحفل وهممتُ بالرحيل حيث أن عَقَاربَ الساعةِ آنذاك كانت تُشير إلى الواحدةَ صباحاً  فقد خرجتُ أُهرول بعد أَن هاتفني أخي وهو يصرخ كاد أن يخرج من سماعة الهاتف ويجُرني نحوهُ وهو يقول:  أين أنتي حتى الآن ؟ أنا أنتظرُكِ تحت منذ ساعة أخرُجي بسرعة قبل أن أصعدَ إليكِ ...

حسناً..حسناً أنا قَادِمةَ يا أخي أمهلني بضعُ دقائقُ أنا مُتجه الآن صوبُ المصِعد  ..

#لقاء_السحاب_في_المصِعدَ

دخلتُ بسرعة إلى المصِعد كُنت حينها في الطابقُ الثالثَ ، كانت أنفاسي تَتَصاعدُ مع المصِعد؛ وقفت أمام المرآة أُعدل ملابسي وأمسح حُمرة شفاهي  بعدُ قَليل توقفَ المصِعد ليصِعد أحدُهم... فَعندما إنفتح الباب كُنت حانيةً رأسي لم أرى الذّي صَعدّ وما إِن رفعتُ رأسي وجدتُها أمامي گمُصيبة نَزَلت على كاهِلي والمفاجئة بل الطامةَ التي حدثت حينها أن  المصَعد قد تَعطل ونحنُ بِداخلهِ..نظرت هي إليا قائلة:

=أنتِ هنا معي وعلى المصَعد ؟ ماهذا البلاء الذي حَل بي يا إلهي ووضَعت كَفها علـى وجَهَهَا تحسُراً من صدفةٍ ليست متوقعة...

صرختُ أنا بِوجَهَهَا كدتُ أَن احدثَ زلزالاً في المكانَ من صوتي... 

=بل ليس هناك بلاء سواكِ أنتي ، أي قدمُ نَحسٍ تَسِيرينَ بها، أُنظري بِمُجردِ أن خطئت قدماكِ تَعَطل المصَعد

ردت مسرعة وهي تلوح بسبابتها اليمنى...

=إياكِ ثم إياكِ أن تَتَحديني وإلا سَتكُونُ نهايتكِ علـى المصَعد

ضحكتُ ساخرةٌ ‏​‏​منـِْهـا وقلت لها: 

=لا ياعزيزتي سَنَموتُ معاً أو لاَ ترينَ أنكِ سَحَبتي الأوكسُجينَ كُله من المصَعد  فلا حَلَلَتي أهلاً ولا نَزَلتي  سَهَلاً...

وما إِن تَفَوهتُ بِكَلماتي تِلكَ رأيت في عِيناهَا الغضبُ گشبحِ أسودِ ذو أنياب حادةَ ومالبِثْتُ قَليلاً إِلا وقَد مَدت ذَرَاعَها الطَويلةَ وأمسكت برأسي ثم  إنَطَفئت أنوار الدُّنيا بَعَدَهَا لم أسَتِفق إلا وأنا مستلقية علـى سرير عَنّبرَ المَشْفَى وأخي يجلسُ بالقُربَ مني وكانت تستلقي هي الأخرى في السرير المقابل لي ماذا حدث لا أتذكر اظنها قد ضربتي ضرباً مُبرحاً أشعر بأن عظامي متهشمة وهناك أيضاً كدمات على وجهي قلبت يومي رأساً على عقب لو لم تكن أعضائي محطمة لحطمت رأسها ولكن يا إلهي كم هي ضخمة جدا! أظن أنني إن رأيتها في مكانا ما سأغير وجهتي؛ يبدو لي أنها تتمرن على الحركات التي تخص المصارعين لا شك في ذلك  ...
 

#يثرب_عمر_صالح






Share To: