ومازالَ نفسُ السُوالِ بِغيرِ الجوابِ على اللِسانِ حائِراً لا يُفِيد... أأنا بِخيرٍ بعدَ الِلقاءِ بِك، رُغمّ ما ألمّ بِى يومُها فِى إتِزانِى كالرعِيد؟

أُصارِحُكَ قولاً، أعيشُ الضياعَ مُتكوِمة فِى ثُقبٍ صغِيرٍ كالولِيد... لم أعُدْ كم كُنتُ البرِيئة تذُوبُ فِيكَ بِكُلِ حِيرة بِذكرياتٍ لا تُعد 

لمْ ألحظْ غِيابِى عن العِيُونِ كما خُبِرت، فمُنذُ ألتقيتُكَ تحولتُ إلى جمرٍ يُقِيد... أُعانِى كثِيراً بِغيرِ إرتِياب، غادرتُ نفسِى فِى عِتاب، أتفرغ لِحُبِكَ فِى إتِقاد 

قد بِتُ لدىّ تُساوِى حياتِى، وتِلكَ الشِئوُنِ المُحيطة بِى بِغيرِ إحتِداد... أتقبل حقِيقة وِقُوعِى فِى هواك بِغيرِ مُقاومة أو العِتاد 

قد جاء دورِى، أُودُ أن أُفاتِحُكَ أمرِى بِغيرِ الرِجُوعِ فِى إيفاد... أُعانِق ملامحك وكُلِ صِورك فِى إشتِهاء، عجزتُ دوماً على التقهقُرِ أوِ الإختِماد 

أُفكِر لِأجلِكَ فِى إنفِلات، فهل علِمتَ حقيقةَ شِعُورِى على الحِياد؟... وضعتُ إعتِرافِى بِكُلِ راحة، بِأنكَ ملاكِى يملُكُ مفاتِيحَ قلبِى، ولم أخترْ سِواكَ على رِؤُوسِ الأشهاد 

تُعطينِى طاقة لِكى أعُود إلى الأمام بِغيرِ إشتِكاء، تمسح دِمُوعِى فِى إيجاد... أعدتنِى إلى لُعبِ الطِفُولة وأيامِ الضجِيج، وثّقتُكَ شِهادةَ مِيلادِى الجدِيد

غيرتنِى وعصفتَ بِى فِى جِنُون، لم يعُدْ شئٌ صغِيرٌ فِيه جُزء مِنِى سلِيم قد يُفِيد... شبّ الحرِيق بِغيرِ أملٍ فِى السِكُون، رممتُ حالى، إلا أنِى لم أعُدْ مِثلَ قبلٍ كالفقِيد

وبعد إندِفاعُك، رهنتُ صمتِى إنكِفاءً لِلِأنُوثة تشتدُ بِى فِى جِوارِك، مُتفجِرة فِى إمتِداد... وعِندَ إنصِرافُك، وضعتُ النِقاطَ لِإجتِيازِ المسافة، دربتُ نفسِى كى أُعِيد 

فكتبتُ شِعراً لِأجلِى لا لِأجلُك، أُداوِى فراغُكَ بِغيرِ حِيلة فِى إجتِهاد... أُواسِى حالِى فِى غيابُك، أبتسِمُ لك لا لِغيرُك طُوال يومِى فِى إسعَاد 

كُنتُ أبكِى فِى كُلِ ليلة بِدُونِ صوتٍ، أدمنتُ همسُكَ كمِثلِ عِيد... وبِتُ أمضِى الليلَ وحدِى فِى إنهِيارِى، لم أعُدْ أرى أحداً سِواكَ فِى كُلِ العبِيد 

وعجزتُ عن تخمِينِ ضعفِى فِى دلِيل، وكأننِى ألُوذُ فِيكَ إنتِماءً بِغيرِ قِيد... فقفزتَ بِى مِن عالمِى لِعالمُك مُتوهِجاً، تشُعُ حِيناً ثُمّ تقتلِعُ الفرِيسة فِى عرِينُك كالأِسُود 

أسرتَ عقلِى فِى إعتِقالٍ لا يلِين، ومنعتُه مِن أن يمُر عِندَ نافِذتِى شرِيد... وحرمتنِى ذاكَ المساءِ أن أستفِيق، سيطرتَ على كُلِ المنافِذ مُتغلغِلاً فِى حواسِى بِكُلِ غِيد

أطفأتُ غضبِى لِإفتِقادُك فِى إصطِدامٍ أو عِقابٍ لا يُشِيد...  أغرقتنِى بِكُلِ لذة فِى الخيالِ مُضاعفاً، لا تنطفِئُ بل تزِيد

وأفقتُ كى أُعلِنُك قولِى بِكُل حسم، لا تردُد فِى الحِكاية بِكُلِ شهد... أختصِرُ أمرِى أُعلِنُه، أنِى ضعِيفة أتكسر بِدُونِك، كما أنه بِمقدُورِى إنتِظارُك عُمراً مدِيد  

 أعتدتُ ألمِى فِى غيابُك، فصارَ عادةَ لا أشتهِيها ولا أُرِيد... أرخيتُ جسدِى مُلتصِقة بِك لا أُبالِى بِمن جِوارِى، فأحطتنِى مِن ذِراعِى، طوقتُه بِكُلِ عُنفٍ تستبِيد 

غيرتنِى بِغيرِ رغبة فِى التحور أو الذِهابِ لِأى زمنٍ لا يُشاطِرُنِى الحصاد... وجعلتَ سفرِى بِلا وِصُولٍ لِلمحطة، أنزلتنِى مُتعمِداً مُستسلِمة لِإقتِياد 

علمتنِى أنْ أُفرِق بين إمساكِ يدِى بِغيرِ حِيلة أو بقاءً فِى ترنُح وإنغِماد... علقتنِى فِى أعلى صُورة بِغيرِ معنَى، فكتمتُ ضعفِى فِى صلاتِى والسِجُود 

وبدأتُ أتقبل وِقُوعِى فِى تِلكَ الهزِيمة بِلا إنجِذابٍ لِلحقيقة، رُغم إحساسِى أُبِيد... خصصتُ وقتاً لِإنتِقادِى عما ذُقتُ مِن إبادة فِى حِضُورِك كطبقِ صيد 

حولتُنِى لِتمثالِ صنمٍ أو جمادٍ فِى شكلِ صُورة فِى إمتِلاكِى بِكُلِ قِيد... قد علمتنِى التجرُبة بِأن كُل ما هرُبتُ مِنه فِيك، سوف أشهدهُه إليكَ شخصٌ عنِيد 

وظننتنِى مُتباعِدة، وأنا لديكَ تِلكَ الأسِيرة المُغرمة، أباتُ وحدِى فِى الصهِيد.. وكُلُ قِطعة مِنِى لا تُفارِقُكَ الحنِين، تختبِئُ خلفُكَ بِالجِدارِ هُنالِكَ فِى رُكنٍ بعِيد

آلفتُ شوقِى فِى نِضُوجِى، بِغيرِ بوحٍ لِإختِراقُك فِى ألمٍ زهِيد... أوقعتَ قلبِى حولُك فِى شِباكٍ يشتدُ قبضة أو وعِيد 

فارقنِى نومِى بِإزدِحامِى مع لمسِ طيفُك، يزُودُ عنِى بِسِلاحهِ المعقُود... فما دُمتَ أنتَ إختِيارِى بِكامِل إرادتِى وبِهيئتِى، حياتِى معك تُساوِى الوِجُود 

ولدتّ نُوراً فِى خيالِى، ثّقفتُ عقلِى أن يحتوِيكَ بِأى صُورة على النضِيد... ووضعتُ تُجربتِى الجدِيدة بِغيرِ رجعة فِى خِيارِى أو قرارِى فِى توطِيد 

أطلقتُ فِيكَ سجِيتِى وإطلالتِى مُتوجِهة بِأناقتِى، أُنادِى عليكَ فِى شِمُوخِى كى أُفِيد... وخطوتُ نحو بابُكَ بِغيرِ خشيَة، أُمهِلُكَ وقتاً كى تُضاغِطُنِى الزِنادَ فلا تُقِيد 

أيقظتَ بِى ما كان كامِن فِى عِرُوقِى مُتغلغِلاً فِى كُلِ وجدِى كالشرِيد... وأفقتَ نبضِى مِنْ جفافٍ بِالمشاعِر لا يلِين لِأى قصفٍ قد يُبِيد 

أنرتَ شيئاً فِى فُؤادِى مُتعثِراً فِى ضِلُوعِى، شعرتُ فِيه بِإنتِشاءٍ فِى الورِيد... ونجحتَ فِى أمرِ إنصِهارِى بِالفُتاتِ، تقتاتَ مِنه فِى رِضُوخٍ لِما تُرِيد 

طاردتنِى فِى كُلِ جِهةٍ أسيرُ فِيها، وحملتنِى فوقَ إحتمالِى لِعالمُكَ السعِيد... أخرجتنِى مِنْ خِمُولِى لِبِرُوزِى، وأغرقتنِى رُغمّ خوفِى فِى عالم رغِيد 
 
راودتُنِى بِكُلِ سمعِى وطاعتِى، بِأن نعيش نقتسِمُ المحبة فِى إبتِعادٍ قد يُقِيد... أرخِيتَ ثوبِى، ووجفتُ حِينَ عانقتُنِى فِى شِرُود كالعنِيد 

جذبتنِى بِكُلِ قُوة مُعلِناً بِكُلِ ثِقةٍ، بِأنّه جاء دورِى كى أُشاطِرُكَ الحياةَ فِى تخلِيد... ووجفتُ حِين رأيتُنِى أرتعِدُ خوفاً مُتصلِدة كالحدِيد

هدأتَ روعِى، وأبلغتنِى بِكُلِ حُبٍ بِأنّ مناعتِى ضعُفت لديكَ فِى تنهِيد... صدقتُكَ حِينَ نبهتُ عقلِى، بِأن نِصف ا

الشاعرة الدكتورة نادية حلمي الخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف 

متابعة منصور عبدالحميد 







Share To: