الهدف من السلسلة التعريف بشعراء مغاربة، وتسليط الضوء على مسيرتهم الإبداعية، وتقديم نموذج من شعرهم للقارئ.
الحلقة 20 مع الشاعر: " بوشعيب حمدان "
الشاعر بوشعيب حمدان
من مواليد مدينة أسفي العريقة المتخمة بعبق التاريخ، تستكين على خد الأطلسي في هدوئها الضاج بالفتنة..
مدينة الخزف بامتياز، والمؤرخين والأدباء...
ولد في 30 نونبر 1970 بمدينة آسفي
حصل على الباكالوريا بالسنة الدراسية 89\90
حاصل على الشهادة الجامعية في اللغة العربية بكلية اللغة العربية بمراكش، التابعة لجامعة القرويين بفاس.
الاجازة في الأدب العربي بالكلية المتعدد التخصصات بآسفي.
موظف بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الادماج.
من مؤلفاته:
ـ ديوان شعري " عاكف في محراب الحب" صدر عام 2019
ـ ديوان شعري مشترك" صدى الوجدان" بنفس السنة.
ـ ثلاث دواوين قيد الطبع
" الحب إثنى عشرة شهرا"
. "أزهار الصبار " الذي شارك به في المسابقة الوطنية للشعر
" شيء من هذا الألم "
ـ رواية " حياة تنزف ببطء" مهيأة للطبع.
ـ كتاب مشترك تحت عنوان" مدينة آسفي مجالا للبحث التاريخي و الحضاري الرصين والمثمر"
الجوائز والمشاركات:
حائز على المرتبة الاولى لقصيدة النثر بالمسابقة الدولية المنظمة من طرف " اتحاد الأدباء الدولي".
له مشاركات في عدد من الملتقيات الشعرية المحلية والوطنية:
ـ مهرجان سيدي بنور الدولي للشعر.
الملتقى الشعري والفني الأول بمراكش. ـ
ـ الملتقى الدولي الأول للشعر عن بعد تحت لواء الجامعة المغربية للشعر والفنون.
ـ الدورة الثامنة للاحتفالية الكبرى للشعر بالمغرب المنظمة من طرف الجامعة المغربية للشعر والفنون.
ـ ملتقى آسفي الثالث والرابع للسلام والخامس
ملتقى لبابة الدولي الرابع للشعر. ـ
ـ عدة مشاركات دولية عن بعد.
نشط ببعض المنتديات الأدبية العربية. ـ
ـ أمين مال جمعية التكافل الاجتماعي لموظفي المندوبية فرع آسفي سابقا.
ـ عضو المجلس الاداري لجمعية بسمة للتكافل الاجتماعي.
مهتم بالحقل الثقافي، هاوي للقراءة والمطالعة.
ناشط اجتماعيا.
أمين مال جمعية الخير للتنمية بمدينة آسفي.
القصيدة:
رجل فقد ظله
مقعدان
عمود الكهرباء البارد
ضوء يبعثر وجه الليل..
يحضر الغياب...
أخفيه خلسة
لا شيء يوقض عمر الورد الملقى
ولا وحشة الحشائش الميتة..
وداعها لا لقاء بعده..
يحررها من نطق الحياة و زيز الظلام.
ألج الغياب من جهتي..
ولا يدنو ليحتضن كل هذا الفراغ
لا شيء على الهوامش...
إلا شهيتي لمطر خفيف
لظل...
يمد ذراعيه يستخرج مظلة لعطر أنثى
يرافق رمق الانتظار إلى خارج النص...
لقليل من سحر يجاري
لهفة بجعتين
ترقصان بغبطة المصلين.
أرتب التفاصيل ولا مقاييس
لتدحرج الخيالات الساكنة
لا أحد سواي يعبد هذه الفراغات،
لجة تستوطنني خلف مدى السؤال...
وراء ما أشتهي...
لا سلطان لي خارج بوثقتي أخط إليه السبيل
ولا باب للبحر
أطمس فيه معالم الصواب
أروي أوام الفضول...
فهل يسقط أمام غواية الضباب؟
المصباح كفيف في قيلولته الصفراء يتعرى كي يصدح الحلم قيضا أبيضا،
لا أرى وشم السحاب
لا أتلمس تيه الوقت
لا أشتم نقيض ما أنا عليه
فدعنا نشاكس رحابة الضوء لتُغتال سماء الوحشة فينا يا زمني العاق
شمالنا ... جنوبنا ..و كل الشواطئ المنسية
بدايتنا...
أول فلتة من حاضرنا...
تَعِبَت من خطى الثبات
حريتنا ...أوركيدا عارية
لا تدركها فوضى الحواس
مقعدان وأنا
عمود الكهرباء البارد شاهد أعمى
يبلع لسانه..
صمت مشاع بيننا ...ولا نستطيع ثلاثتنا السير لأرجوحة تَعْدِل بيننا
تشد أوثارها لينقطع النبر بيننا
توحدنا في أبجدية تحفها الريح
مقعدان
ظلي...
لا يشاطرني الهواجس، لا يستطيع أن يوقف تدفق الريح
أرفع يدي ..يرفع يده
أنزع قبعتي ..يقلدني
أكسر سطوة مرآتي لأنعتق من وصيتي سرابا،
أسلبه حق الرد..
وأضحك في سري..
مقعدان
عمود الكهرباء البارد ناسك متعبد...
ظلي ..كيلا أنسى
بلا صوت بلا حياة
أنا هنا ...هو هنا ... لا هنا
يتبعني، يجافيني ...يسكنني
لا أذكره البتة إلا عندما أجس نبض التطاول على مقعدي ...
أمام عمود الكهرباء
أقف بعيدا كامرأة باعت ماضيها
كحلم بلا ساقين يطير حرا
كقبلة في مهب ريح عاثر.
ظلي...
أتركه هناك على كتف الضوء..
كان ينتظر ...وسيظل ينتظر صيحة لقاء على هامش الفرح
على هامش حزن كان.
Post A Comment: