التوق الزائد إلى المجد، الرّغبة المُلحة في العروج نحو السماء وانت دون جِناحين، تلك التطلعات البعيدة؛ تُرهق الذات، أكثر من إنها تُأهلها، تحبط النفس، وتضاعف الاحتقار الذاتي، والتذمر الداخلي القاتل. ..

لا أنكر إن ادراك مكامن ضعف الذات، ومساحة الجهل فيها، أسمى حالات التصالح معها، ودرجة رفيعة من الوعي، لكن التذمر الزائد والرغبة بالقفز وتخطي المسافات الشاسعة… عدم الرضاء الحاد يزهق الهمم، ويتسبب بعرقلة المسير من حيث لا تعلم. . 

ثمة مصطلح جميل ومناسب لما اقول، أطلقة الدكتور عبد الوهاب المسيري:  "الذئب الهيجلي المعلوماتي" كما يسمية. 
 الرغبة والتوق إلى طي معارف الكون، وإلتهام الافكار والفلسفات، وادراك كل الابعاد السياسية، والاطلاع على كل فنون الارض… مجارة كل النوابغ.. 
تحدث في حوارة مع سوزان حرفي بالثقافة والمنهج، عن هذه الحاله "هو الرغبة في أن يصل الانسان إلى اعلى مُستويات التجريد، والتعامل ايضاً مع ادنى مُستويات التخصيص، اي الجمع بين التجريد العام بأطلاقه، والتعيين المعلوماتي بتخصيصة والربط بين الواحد والاخر " وهذا لا يقدر علية إلا الله. 
يضيف ايضاً أنةُ كان يتوقف عن الكتابة والبحث لِأسابيع مِن الاحباط الذي كانت تتسببةُ هذه الرغبة ؛ "وهذا ما يؤكد ماقُلتةُ. "

**
التطلع الى الافضل، والرغبة في سد فجوات الجهل، شىء مهم، لكن دون ذالك الاحتقار الذاتي المبالغ. 
لكي تتدفق بعرامة، لابد من إدرك قدر الذات، والتصالح مع النقص، إدراك انك تمتلك قوى داخلية ومَلكاتً تؤهلك لحكم الكوكب... ، وهذا لايعني ان تتوقف عن السعي ومحاولة العروج، لكن يجب الموازنة بين 'ان تدرك جهل الذات، وبين إحتقارها'، أن تستعر لتشوي الجهل، و بين كيّّ ذاتك تذمراً.. الموازنة بين التقوق الى العلوا، وبين الهلع المحبط .










Share To: