الصيّادون يحوكون الحلم في أغنية النوم، 
والرعاةُ يصنعون النغم.
من نافذة على ساحات القسطنطينيّة القديمةِ
أرى عابري السبيل يمرّون...
والباعة والقطط والعرباتِ المصفّحةَ
والتوتّرَ...
كما أرى نفسي بطريركًا على بزنطيةَ العظمى 
مهزوما... 
أمرّ بذاتي من أمامي نحو كرسي الاعتراف
ديكا تناساه المجمع المقدس حين باضت الدجاجة البيضة التي خرجت منها، 
ومغنّيًا شاحبا لم ينتبه الى صوته أحدٌ
ولم يجد امرأة تحبّه لذاته.
اسطنبول الآن...
حضرت لأكتب قصيدةً ارتجاليّة جافّة كقلاع المشيئة...
وأفهم ماذا تفعل العاهرات الروسيّات هنا.
أنفث تبغي في صداع النعاس وأصرخ مثل أرخميدس في عراء الهواء: 
وجدتُ لغز الحداثة...نحن نبحلق في الغيم ونبصق منه الصور.
القتلة المأجورون يكتبون التاريخ
والرعاة يصنعون النغم:
مزمارٌ للنوح في الكلام...
قيثارةٌ للرعد إن تدلّى...
طبلٌ لشعراء الحداثة
وكمان يزقزق الاطفال من أوتاره.
سابحًا كرائد فضاء أعود من حيث بدأتُ: 
أرى نفسي بطريركًا على بيزنطية العظمى...
غجريًّا على هذه الأرض...مدى نظري سجني
وكلُّ خطوة لي رحلةٌ من دون جواز سفر.






Share To: