يَا سَاهِرًا فِيْ لَيَالِي الحُزنِ مُنطَفِئًا
وَرُبَّ جُرحٍ لَدَى الأَعمَاقِ مُشتَعِلِ
تَحبُو كطِفلٍ إلَى الآمَالِ تَحسَبُهَا
أُمًّا سَتَحضُنُ قَلبًا طَافِحَ الوَجَلِ
تَرجُو الوِصَالَ وَلَا تَدرِي لَهُ سَبَبًا
وَالعُمْرُ يَلهَثُ بَيْنَ اليَأسِ وَالأَمَلِ
فَغَارِقٍ فِيْ بِحَارِ الهَجْرِ تَبلَعُهُ
وَالغَيْرُ يَغرَقُ فِيْ كُوْبٍ مِنَ العَسَلِ
لَقِيْتَ مَوتًا شَبِيهَ المَوتِ مُكتَنِفًا
وَإنَّمَا كانَ فِيْ شَوقٍ وَفِيْ مَهَلِ
صَرَخْتَ طِفلًا سَأَقسُو إنَّنِيْ حَجَرٌ
قُلْتَ المَقُولَ وَذَابَ الدَّمْعُ فِيْ المُقَلِ
فَكيْفَ تَقسُو وَنَارُ الحُبِّ حَارِقَةٌ
وَكيْفَ تُخْفِي حَنَانَ النَّفْسِ لِلأَجَلِ
يُجَرِّحُ القَلبَ حُبٌّ بَاتَ يَسكنُهُ
وَيَنكأُ الْجُرحَ مِنْ عِشقٍ وَمِنْ مَلَلِ
وَهَازِئٍ مِنْكَ خَانَ البَوْحَ مُبتَهِجًا
إذَا حَنَنْتَ إلَى الأَحبَابِ وَالطَّلَلِ
تَمُوتُ أَنْتَ وَيَبقَى الدَّهْرَ مُضطَرِبًا
لَوْلَا أَصَابَهُ ذِكْرُ المَوتِ بالشَّلَلِ
خَبَأْتَ حُزنَكَ بالضِّحْكاتِ تُبْدِعُهَا
مِثْلَ الصَّغِيرِ وَمِثْلَ العَاشِقِ الثَّمِلِ
فَيَا لَحُزنٍ طَوِيلِ البَالِ مُجتَهِدٍ
وَدَمْعِ لَيلٍ بَعِيدِ الصُّبْحِ مُنهَمِلِ
يَا مُهْجَةً عَذَّبَتْهَا الآهُ وَالتَهَبَتْ
صَلِّي لِكَيْلَا يَضِيعَ الحَقُّ وَابتَهِلِي
إنَّ الدُّرُوبَ دُرُوبَ الحُبِّ شَائِكَةٌ
مَهْمَا مَشَيتِ عَلَى الأَشوَاكِ لَنْ تَصِلِي
سَيَظهَرُ الحُبُّ فِيْ الأَفعَالِ مُعتَرِفًا
تُرَى تُحِبُّ فَلَا تَبكِي وَلَا تَسَلِي
Post A Comment: